احكام اسلامية

حكم وسم الابل – انستا عربي

ADVERTISEMENT

منذ قديم الزمان اعتاد الناس على وسم حيواناتهم من الإبل والأبقار والغنم وغيرها ، خاصة إذا كان من الصعب التعرف على اسماء الابل ، وذلك بهدف تمييز ماشيتهم وإثبات ملكيتها لهم ، وحمايتها من سرقة اللصوص وخاصة في أوقات الحروب ، وقد اختلفت الآراء حول وسم الحيوان ما بين مؤيد ومعارض ، فمنهم من يرفض وسم الحيوان بأي حال من الأحوال ، والبعض الآخر يؤيد وسم الحيوان لتمييزه عن غيره بشرط ألا يكون الوسم في الوجه .

ونتعرف في السطور المقبلة على معنى وسم الحيوان بوجه عام وحكم وسم الابل بوجه خاص ، وعادات القبائل العربية قديما في وسم الحيوانات ، وكذلك نلقي الضوء على بعض أشكال ورموز الوسوم لدى العرب قديما ، والتي ما زال بعضها موجود ويستخدم حتى الآن .

ويُعد الوسم طريقة قديمة وعالمية في تحديد ملكية الغنم والبهائم والماشية عموما ، وهو موجود لدى العرب وغير العرب أيضا ، وقد اشتهرت البادية في الجزيرة  العربية باستخدام وسم الإبل بوجه خاص ، وخاطب الله تعالى في قرآنه الكريم العرب بلغتهم بالنسبة لعملية الوسم ، والتي ذُكرت في الآية رقم 16 من سورة القلم ، إذ يقول الله سبحانه وتعالى فيها : ﴿ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ﴾ .

معنى وسم الحيوان

وسم الحيوان هو إحداث علامة مميزة به ، لكي يستطع صاحبه أن يميزه عن غيره ، ويعرفه بدون مجهود أو عناء البحث بين أشباهه من الحيوانات الأخرى ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن وسم الحيوان في وجهه ، لأنه أكرم مواضع الجسد وهو موضع المحاسن فيه ، ولكن أي جزء آخر غير وجه الحيوان يجوز وسمه إذا كان لسبب مهم أو حاجة لدى صاحبه ، ويشترط في إجراء الوسم في تلك الحالة بتقليل الألم الذي سيشعر به الحيوان ومحاولة تخفيفه قدر المستطاع .

وقد استخدمت القبائل العربية تحديدا عادة وسم الماشية والإبل وغيرها قبل سنوات مديدة ، واختلفت أسماء الوسوم وأشكالها في بعض الأحيان من قبيلة إلى أخرى ، ومن منطقة إلى أخرى أيضا ، فنجد أنه من الممكن وجود اسم وسم معين لدى قبيلة بعينها ، ونجده ذاته باسم آخر عند قبيلة أو منطقة أخرى مختلفة ، وفي بعض الأوقات يعبّر هذا الوسم عن شكل معين عند قبيلة أو منطقة أخرى .

معنى الوسم في لسان العرب

جاء في كتاب لسان العرب لابن منظور ، أن الوَسْمُ : هو أَثرُ الكَيّ ، وجمع الكلمة هو وُسوم ، يقال وسَمَه وَسْما وسِمةً ، والسِّمةُ والوِسامُ : يُطلق على ما وُسِم به البعير من ضُروبِ الصُّوَر .

وسم الابل عند الحروب

اعتادت قبائل العرب قديما على وسم الابل عند الحروب ، لتمييزها وقت الحرب وسهولة الوصول إليها وعدم ضياعها ، ويعتبر الوسم طريقة قديمة لإثبات ملكية الابل لدى كل قبيلة ، إذ يوجد لكل  قبيلة أشكال الوسم الخاصة بها ، والتي لها دور أيضا في تقوية الروابط بين أفراد القبيلة ، ويعد الوسم من دلائل وحدة النسب أيضا .

امثلة لوسوم العرب

حرصت القبائل العربية قديما وحتى الآن على تمييز ماشيتهم عن  طريق وسمها ، باستخدام أشكال ورموز مختلفة للوسم ، أبرزها : العمود والمخباط والمشعاب والهلال والخطاف والكلوب والباكورة والمحجان والبرقع والحلقة والهودج والبرثن ، ونصاب السيف والربابة والريشية والحية والمغزل والشاغور وضبثة الأسد ” الضبثة ” والشيطان والمخلب واللطمة ، والصافق والنعش والدلو والظبي والزند والعرقاة والباب .

حكم الوسم بالنار للابل

أفتى العلماء بأن وسم الإبل بالنار في الوجه لا يجوز في الإسلام ؛ لما في الوجه من محاسن وجمال ، ولكن يجوز وسم الابل بالنار في أي مكان آخر مثل الأذن أو الفخذ أو العضد .

نهي الرسول عن وسم الدابة في وجهها ؛ نهى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عن وسم الدابة في وجهها ، لما أورده جابر رضي الله عنه ، إذ قال : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ ) ، والحديث رواه مسلم ” 2116 ” ، وقال الإمام النووي رحمة الله عليه ، أن وسم الحيوان في وجهه غير جائز بإجماع أهل الحديث .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby