احكام اسلامية

النميمة – انستا عربي

ADVERTISEMENT

نناقش اليوم بمشيئة الله موضوعًا مهمًا ، يعد من أكثر الأشياء التي حذر الله تعالى من اتباعها ، كما نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، ونوضح ماهيتها ، وأثرها على الفرد والمجتمع ، وكيفية التوبة لصاحبها ، فتابعونا في السطور القادمة ، لنتناولها بالتفصيل .

تعرف بأنها نقل وإفشاء الكلام من شخص إلى آخر ، بدافع إحداث المشادات ، وتعكير صفو كل منهما من ناحية الآخر ، وما ينجم عنه من إفساد علاقات الود بين الناس ، ونشر مظاهر العدوانية والبغضاء ، والكره الشديد ، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة في بعض الأحوال ، ولا سيما إن تفاقمت لتلعب دورًا سياسيًا بين الحاكم ورعيته ، فيما يعرف بالوشاية ، وما يترتب عنها من فتنة شديدة ، ونشر الغل في النفوس ، كا أنها تعد من محرمات الكبائر التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى على وجه الإطلاق ، وقد قال في شأنها الله تعالى وذم اتباع سلوكياتها في الآيتين : العاشرة ، والحادية عشر من سورة القلم : ” ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ” .

اضرار النميمة

  1. ينتج  عنها أذى الناس نفسيًا ومعنويًا ، مما يعزز الحقد في القلوب ، والغل في النفوس ، وعدم صفاء القلب ، والإيذاء عمومًا ، على اختلاف أشكاله ، فهو حرام بين ، ونهى الله عنه في كثير من آيات كتابه الكريم ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم ، وذلك في الآية الثامنة والخمسين ، من آيات سورة الأحزاب : ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ” .
  2. تعتبر بمثابة تتبع لعورات الآخرين ، بغير وجه حق ، وهو ما يجعل الواشي يُفضح ، ولو بعد حين ، فالله يمهل ، ولكنه سبحانه لا يهمل .
  3. تنشر الفساد ، والشرور ، والحقد ، والضغينة ، والعدوانية ، والرغبة في الانتقام بين الأفراد وبعضهم البعض ، مما ينعكس بالضرورة على مجتمع فوضوي ، يسوده ألوان متعددة من الصفات والسلوكيات الخبيثة .
  4. هي من كبائر الذنوب ، والمحرمات التي لا يتهاون الله مع مرتكبيها ، فمن هم بارتكابها ، فقد تبرأ منه دين الإسلام ، ويكون كالذي حلق دينه ، فبعد حلقه ، لم يتبق منه شيء ، وجزاؤه عظيم عند الله جل وعلا .
  5. تنشر الفوضى والذعر بين الناس في المجتمع ، حيث أنها تحدث الوقيعة والخصام بين الناس ، وهو ما يحدث حالة من الرغبة في الانتقام ، ويتسبب في حالات السب ، والضرب ، والشتم ، وقد يصل في بعض الأحيان إلى القتل .

حديث عن النميمة

توجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على إصلاح النفوس ، والكف ، والترهيب من اتباع سلوك الوشاية بين الناس ، نورد بعضها فيما يلي :

  • قال النبي صلوات الله وسلامه عليه : ” ألا أخبركم بخياركم ؟ ” قالوا : بلى ، يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : ” الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى ” ثم قال : ” ألا أخبركم بشراركم ؟ ” قالوا : بلى ، يا رسول الله فقال : ” المفسدون بين الأحبة ، المشاءون بالنميمة ، الباغون للبراء العنت ” ، رواه أحمد ، وقام بتحسينه الأرناؤوط .
  • وذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” دب إليكم داء الأمم : الحسد ، والبغضاء ، هي الحالقة ، لا أقول : تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم ؟ أفشوا السلام بينكم ” رواه الترمذي .
  • عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام ، والصلاة ، والصدقة ” قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ” إصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين هي الحالقة ” رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .

التوبة من النميمة

يلزم لكي يقبل الله توبة العبد ، أن تتوفر بعض الشروط ، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي :

  1. إبداء الحزن والندم على اتباع هذه الكبيرة .
  2. المعاهدة بين العبد وربه على الإقلاع التام عن هذه المعصية الكبيرة .
  3. العزم ، ومعاهدة الله سبحانه وتعالى على عدم العودة إلى هذه المعصية مطلقًا .
  4. طلب العفو والسماح ممن أذاه النمام إن أمكن ، وإن لم تنتج عنه أي مفسدة ، أو طلب العفو والسماح ، دون أن يذكر التائب السبب .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby