بوح القصيد

الحقوق التي وردت في أبيات المقنع بالترتيب

ADVERTISEMENT

من هو المقنع

المقنع الكندي هو شاعر من العصر الأموي، وقد امتاز شعر الكندي بالرصانة، واسمه الكامل المقنع الكندي محمد بن ظفر بن عميرة بن أبي شمر، وهو من أبناء قبيلة كندة وكان سيد قومه، ويقال أنه كان جميل الوجه ولذلك كان دائمًا ما يغطي وجهه بقناع، خشية الحسد، ولذلك سمي المقنع.

ولد المقنع الكندي بوادي العسل وادي دوعن بحضرموت، وقد أحب الكندي ابنة عمه، لكنه لم يستطيع أن يتزوجها، بسبب وجود عداوة بينه وبين عمه، حيث أن عمه قد نازعه على إمارة القوم بعد وفاة أبيه، واستمرت العداوة والنزاع بينه وبين أبناء عمومته.

ماسبب عتاب قوم المقنع الكندي له

وكان المقنع رجلًا كريمًا معطاء، وكان لا يتورع عن إعطاء من يسأله، وإكرام ضيفه بأفخر الموائد العامرة بأصناف اللحم والثريد، وهذا كان يجعله في عسر في بعض الأوقات لأنه أنفق كل ماله واستدان بسبب كرمه وعطائه، ولذلك كان قومه وأبناء عمه، يلومونه دائمًا على ذلك، ولذلك قام المقنع الكندي بنظم أبيات قصيدته الشهيرة ” يعاتبني في الدين قومي”.

شرح قصيدة المقنع الكندي

  • يعاتبني في الدين قومي وإنما ديوني في أشياء تكسبهم حمدًا

شرح البيت: كان قوم المقنع يعاتبوه لأنه كثير الديون، لكنهم لم يعلموا أن تلك الديون تكسبهم حمدًا لأنه كان يبذل تلك الأموال في سبيل الخير.

  • ألم ير قومي كيف أوسر مرة، وأعسر حتى يبلغ العشرة الجهد.

يعيب الشاعر على قومه في هذا البيت، عدم معرفتهم أن أيامه تتقلب بين الرخاء والعسر، فتارة يكون غنيًا ذا مال كثير، وتارة أخرى يكون فقيرًا فقرًا يشق عليه تحمله.

  • فما زادني الإقتار منهم تقربًا، ولا زادني فضل الغنى منهم بعدًا

ويشرح الشاعر أنه حتى في أشد أيام فقره لا يحاول أن يتودد إلى قومه أو يتذلل إليهم بل على العكس، فإنه حين يمر بفترات الغنى واليسر لا يشيح بوجهه عنهم، ولا يتجاهلهم ولا يتكبر عليهم مهما بلغت منزلته.

  • أسد به ما قد أخلوا وضيعوا، ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا

ويوضح الشاعر في هذا البيت، أنه كان يستدين يسد حاجات ونواقص قبيلته، لأنهم قد أخلوا ببعض واجباتهم، وامتنعوا عن سداد لحقوق المستحقة عليهم.

  • وفي جفنة ما يغلق الباب دونها، مكللة لحما مدققو ثردًا

في هذا البيت يؤكد الشاعر أنه يبذل العطاء ليس من أجل رفعة شأن قبيلته وحسب، ولكنه أيضًا لأنه رجل كريم يحب البذل والعطاء ويفتح أبواب داره وينصب الموائد العامرة باللحم والثريد.

  • وفي فرس نهد عتيق جعلته، حجابا لبيتي ثم أخدمته عبدا

وفي هذا البيت يصف فرسه بأنه عتيق يصمد في وجه الأعداء، وهو يدافع به عن بيته، وقد جعله خادمًا له في تدبير شئونه.

  • وإن الذي بيني وبين بني أبي، وبيني وبين بني عمي لمختلف جدا

يقصد الشاعر في البيت أخوته وأبناء عمومته، لأنهم كانوا يعاتبونه في أنه يستدين، فوضح لهم صواب عمله، وخطأ عتابهم له ولومه، ويرى الشاعر أن أخلاقه تختلف كثيرًا عن أخلاق إخوته وأبناء عمه، فأخلاقه تحثه دائمًا على فعل الخير.

  • أراهم إلى نصري بطاء وإن هم دعوني إلى نصر أتيتهم شدا

فهو يرى أن قومه يتوانون ويتمهلون عندما يحتاج إلى المساعدة، لكنه على العكس من ذلك يسرع لمساعدتهم ونصرتهم إن دعوه لذلك.

  • فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم، وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدًا

ويؤكد الشاعر أن قومه حتى لو اغتابوه، فإنه لن يغتابهم كما يفعلوا.

  • وإن ضيعوا غيبي حفظت عيوبهم، وغن هم هووا غيي هويت لهم رشدًا

وفي هذا البيت تأكيد لمعنى البيت السابق، فهو يؤكد أن قومه حتى لو لم يحفظوا سمعته عندما يغيب عنهم، فإنه سوف يحفظ هو غيبتهم، ولن يفعل مثلهم،

  • وليسوا إلى نصري سراعًا وإن هم دعوني إلى نصر أتيتهم شدًا

يعيد الشاعر تكرار فكرة أنه عندما يحتاج لنصرهم فإنهم لا يسرعوا إليه، وعلى العكس من ذلك، فإنهم عندما يدعونه لنصرتهم، فإنه يهرع إليهم مسرعًا.

  • وإن زجروا طيرًا بنحس تمر بي، زجرت لهم تمر بهم سعدا.

يقصد الشاعر أنه حتى عندما يتمنى له قومه الشقاء والتعب، فإنه يتمنى لهم السعادة والهناء، فزجر الطير تعني التفائل به، فحتى عندما يتفائلوا بالأحداث السيئة التي تمر به، فإنه سيتفائل بالأحداث السعيدة التي تصيبهم.

  • وإن قطعوا مني الأواصر ضلة، وصلت لهم مني المحبة والودا.

معنى البيت أنهم حتى لو قطعوا صلة أرحماهم وقطعوا زيارته، فإنه لن يبتعد عن ذلك ويصل البعد والكره والجفاء بالمحبة والود.

  • ولا أحمل الحقد القديم عليهم، وليس كريم القوم من يحمل الحقدا.

يؤكد الشاعر أنه لا يريد حتى إذا كان حاقدًا عليهم في الماضي في لحظة غضب، فإنه سرعان ما تجاوز تلك اللحظات، فسيد القوم الكريم ليس من شيمته أن يحمل الحقد على قومه.

  • لهم جل مالي إن تتابع لي غني، وإن قل مالي لن أكلفهم رفدًا

يقول الكندي أنه عندما يزداد ماله، فإنه سيبذل لهم العطاء مرة أخرى، وإن قل ماله، لن يكلفهم بأن يطلب منهم شيئًا.

  • وإني لعبد الضيف مادام نازلًا، وما شيمة لي غيرها تشبه العبد

يؤكد الكندي في هذا البيت مرة أخرى، أنه سيظل يكرم ضيوفه، ويجذل لهم كرم الضيافة، حتى يرضي الضيف، حتى لو شبهه البعض بالخادم لأنه يكرم ضيفه، وهو لا يشبه العبيد إلا في خدمته لضيوفه، لكن في غير ذلك هو سيد قومه يرفض التذلل.

الحقوق التي وردت في أبيات المقنع الكندي

إنما القصيدة بأكملها تحث على الكرم والعطاء والبذل، وأيضًا على التضحية والإيثار، من الحقوق التي وردت في قصيدة المقنع الكندي:

  • حقوق الضيوف والمحتاجين في الإطعام وحسن الضيافة.
  • حق الأهل والأقارب في نصرتهم والوقوف بجوارهم عند الحاجة (إذا استعان بهم أعانوه).
  • حق حفظ عرض المسلم والامتناع عن غيبته.
  • وأيضًا حق الرحم، فكما قال النبي عليه الصلاة والسلام ليس الواصل كالمكافئ، وهذا هو المعنى الذي ذكره المقنع في قصيدته. [1]

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby