احكام اسلامية

التخبيب – انستا عربي

ADVERTISEMENT

معنى كلمة التخبيب في اللغة هي أن يقوم شخص ما بإفساد المرأة على زوجها أو الرجل على زوجته ، أي دفع الزوجة للتطليق من زوجها وتزيين هذا لها وإقناعها بذلك ، أو دفع الزوج لتطليق زوجته وهدم حياته الزوجية ، فقد يفعل ذلك رجلا أجنبي فيوقع الزوجة في شباكه ويزين لها الطلاق من زوجها ليتزوجها هو ، كما قد تقوم بذلك أم الزوج فتحرض ابنها على تطليق زوجته ، وجميع هذه الأوجه محرمة شرعا ، فلا يحق لإنسان أن يسعى لهدم الحياة الزوجية بين الزوجين وتدمير أسرتهم مهما كانت الدوافع .

عقوبة التخبيب في الدين

حرم الدين فعل التخبيب والإفساد بين الزوج وزوجته والسعي لحدوث الطلاق بينهما ، وأيضا فقد حرم تخبيب العبد على سيده ، وعقوبة هذا الفعل هي النار فلن يدخل الجنة من قام بتخبيب الزوجة على زوجها أو الزوح على زوجه ، وفي رأي المالكية أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج من المرأة التي قام بتخبيبها على زوجها ، أي التي يقوم بتزيين الطلاق في عينها من أجل أن تترك زوجها وتهدم بيتها وتتزوجه هو ، وقد جاء هذا التحريم والمنع لزواجهما كجزاء له على فعل التخبيب ، كما أن فعل التخبيب هو من الأمور التي تسعد الشيطان وتسره ، فهو يفرح بخراب البيوت وفسادها .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا ، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ ” [ أخرجه أبي داود ] ، وفي حديث آخر عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبٌّ … ” [ أخرجه أحمد ] ، وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ” [أخرجه مسلم] .

التخبيب في القران

قال تعالى في سورة البقرة الآية رقم 102 : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ، نهى الله عز وجل عن التخبيب وجعله من كبائر الذنوب ، فهذا الفعل الشيطاني هو من فعل السحرة الذين يطردون من رحمة الله ، ولذا فإن من يقوم بتخبيب المرأة على زوجها يلعنه الله عز وجل ـ كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ملعون من خبَّب امرأة على زوجها ) ، فيجب على أهل الزوجة ألا يحرضوا ابنتهم على زوجها ولا يزينوا الطلاق لها ، فهذا الفعل عقوبته شديدة ليس فقط على المحرض ولكن على الزوجة أيضا ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيرِ مَا بَأسٍ فَحَرَامٌ عَلَيهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ ) ، أي أن المرأة التي تطلب الطلاق من زوجها دون وجه حق تحرم من دخول الجنة ولا تجد ريحها ، فلا بد على الزوجة أن تتقي الله ولا تسمح لأي مخلوق بأن يفسد ما بينها وبين زوجها .

التخبيب في القانون السعودي

أكدت مصادر عديدة في وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية ارتفاع نسبة قضايا التخبيب ، سواء بتخبيب زوجة ضد زوجها أو تخبيب زوج ضد زوجته ، وأكد أحد أشهر المحاميين بالمملكة وهو عبدالله بن جريش أن نسبة كبيرة من قضايا الطلاق يكون سببها هو التخبيب ، وذلك بقيام طرف ثالث بتحريض أحد الزوجين على الطلاق ، وأشار إلى أن النظام السعودي لم يضع لفعل التخبيب عقوبة جنائية محددة ، ولكن يتم عقوبة من ثبت قيامة بذلك وفقا للعقوبة الشرعية التعزيزية ، بمعنى أن الحكم يكون من اجتهاد القاضي وفقا للحالة ووفقا لما يراه القاضي ويقرره ، ولكن مع تشديد العقوبة إذا تسبب التخبيب في انفصال الزوجين بالفعل .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby