قصص اسلامية

اصحاب الايكة – انستا عربي

ADVERTISEMENT

هناك العديد من القصص القديمة التي تم ذكرها في القرآن الكريم والتي كان الهدف منها الاتعاظ والتأمل في معجزات الله عز وجل ، وعلى الرغم من أن قصة أصحاب الأيكة تبدو غريبة بعض الشيء على المسامع ، إلا أنها قصة ممتعة جدًا لنتعرف عليها ولكي نعلم كل أبعاد تلك القصة يجب أن نعرف أولا معنى كلمة الأيكة .

معنى الايكة

في المعجم الغني : تأتي كلمة أيكة على أنها الشجر الملتف الكثيف ، أما عن أصحاب الأيكة فهم قوم سيدنا شعيب عليه السلام والذين كانوا يعيشون في تلك المناطق المليئة بالأشجار .

في المعجم الرائد : أشار ذلك المعجم على أن معنى أيكة هي واحدة الأيك .

في المعجم المعاصر : ذكر ذلك المعجم كلمة أيكة على أنها كلمة مفردة وجمعها أيكات وأيَكات وأيك وهو الشجر الملتف الكثيف في داخل مكان مكشوف ، أما عند ذكر أن شخص ما هو فرع من أيكة فهو شخص ذو مكانة ونسب وحسب .

في الوسيط : الأيكة هي عبارة عن الشجر الملتف والكثير ، ويقال أن شخص ما فرع أيكة المجد .

القرآن الكريم : الأيكة من سورة الشعراء هي بمعنى الشجر الملتف الكثيف ، أما في سورة ص فهي بمعنى الغضة ذات الأشجار الملتفة .

أصحاب الأيكة هم قوم مدين والتي يعتبر مكانها داخل المملكة الآن في مدينة تبوك ، وقد كان أصحاب الأيكة يسكنون تلك المناطق في مدين والتي امتازت بالأشجار الكثيفة والملتفة والتي أطلق عليها الأيكة في القديم .

كانت مساكنهم في الجبال العظيمة وكانوا يمتازون بوفرة الماء وطبيعة المكان الجميلة لديهم والكثير من النعم التي أنعم الله بها عليهم في ذلك الوقت .

اشتهر سكان مدين بأنهم كانوا فاسقين وظالمين ، وكانوا يعبدون أشجار الأيك الكثيفة والتي كانت موجودة بكثرة لديهم في تلك الأراضي .

كان أصحاب الأيكة معظمهم من التجار والذين يمارسون التجارة بين مدين وما حولها من البلدان ، ولكن ذلك لم يمنعهم من الفجر والظلم فقد كانوا يطففون في الميزان ويغشون في تجارتهم ولم يراعوا حق الفقير أو الضعيف .

قال تعالى في كتابه الكريم : ” وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ” .

أرسل الله عز وجل سيدنا شعيب عليه السلام لأهالي مدين ليعظهم ويهديهم إلى الدين الصحيح وألا يشركوا بالله والبعد عن عبادة الأيك ، وكذلك التزام الحق والعدل وعدم التطفيف  في الميزان والغش في التجارة .

قال تعالى : ” قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ” .

اعتبر قوم مدين شعيب رجلا ضعيفا واتهموه أنه يقوم بذلك لأنه لا يعلم كيف تكون التجارة وأنهم لا يفهمون ما يقول وما زادتهم دعوة نبي الله شعيب لهم إلا تكبرا وظلما حتى أنهم هددوه بالرجم والعذاب .

لم يقدر شعيب على قومه الظالمين وعلى الرغم من صبره عليهم أعواما كثيرة بين الترغيب والترهيب والوعيد بعذاب الله ، وتذكيرهم بأن الله قادر أن يخسف بهم الأرض وأن يعذبهم مثل قوم ثمود وقوم نوح ، إلا أنهم لم يتعظوا أبدا .

عذاب اصحاب الايكة

هنالك دعا شعيب عليه السلام ربه بأن يوقع بهم العذاب عندما يأس من دعوتهم وقد استجاب له الله عز وجل وقام بإنزال عقابه عليهم عن طريق ثلاث أنواع وهي :

أولا في سورة الأعراف والتي أخبرنا الله عز وجل فيها أنه أهلك أصحاب الأيكة بالرجفة وهي عبارة عن حركة الأرض واهتزازها بطريقة عنيفة للغاية وشديدة جدا كالزلازل القوية والتي أدت إلى هلاك الأرض ومن عليها .

ثانيا وفي سورة هود حيث أن الله تعالى أخبرنا بأن الصيحة أخذتهم فأصبحوا صامتين إلى الأبد وأهلكوا .

ثالثا سورة الشعراء وفي تفسيرها يتبين لنا أن الله سبحانه وتعالى أرسل عليهم الحر الشديد ولم يجدوا أي ظل ، وحينها أرسل الله سحابة واحدة ليستظل بها القوم كلهم إلا أن الله عز وجل سلط عليهم النيران العظيمة وسمي بعذاب يوم الظلة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby