شخصيات ثقافية

احمد رامي – انستا عربي

ADVERTISEMENT

يعد أحمد رامي واحد من أهم الشعراء في العصر الحديث ، فقد كان من الشعراء الذي نظم الشعر بالفصحى والعامية أيضا ، وقد اشتهر بتعاونه الكبير مع كوكب الشرق أم كلثوم ، حيث قام بتأليف عدد كبير من أشعار أغانيها ، وسوف نستعرض نبذة مختصرة عن الشاعر احمد رامي .

نبذة عن احمد رامي

ولد أحمد رامي عام 1892 م في القاهرة ، وهو شاعر مصري كبير ، بدأ دراسته في مدرسة المعلمين ، وبعد التخرج سافر إلى فرنسا ضمن بعثة تهدف إلى تعلم اللغات الشرقية ونظم المكتبات ، وحصل على شهادته من جامعة السوربون .

أثناء تواجد أحمد رامي في فرنسا ، تمكن من تعلم اللغة الفارسية وأتقنها ثم تم تعيينه أمينًا لمكتبة دار الكتب المصرية ، وبعد ذلك عاد إلى الوطن ، وتم تعيينه بالإذاعة المصرية ، ونظرا لطبيعة دراسته في فرنسا تم تعيينه أمينا لبعض المكتبات ثم أصبح نائبا لرئيس دار الكتب والوثائق المصرية .

كان أول ديوان يصدره رامي في عام 1918م ، من أشهر الألقاب التي أطلقت على أحمد رامي لقب ” شاعر الشباب ” ، وخلال مسيرته الشعرية ، كتب أحمد رامي ما يقرب من 137 أغنية للسيدة أم كلثوم ، أشهرها ( يا ليلة العيد ـ عودت عيني ـ هجرتك ـ حيرت قلبي معاك  ـ جددت حبك ليه ـ افرح يا قلبي ) .

وبالانتقال إلى السينما ، شارك أحمد رامي فى كتابة سيناريو وأغاني ما يقرب من 30 فيلم ، ومن أبرزهم ” يحيا الحب ” ، و” دنانير ” ، و ” الوردة البيضاء ” .

واستطاع أحمد رامي ترجمة العديد من الأعمال الأدبية والفنية مثل ” شارلوت كورداي ” ، و ” سميراميس ” ، و ” ديوان ظلال وضوء ” .

وحصد شاعر الشباب جوائز عدة ، حيث حاز عام 1967 م على جائزة الدولة التقديرية ، كما استطاع نيل درجة الدكتوراة في الفنون ، وحصل على وسام الكفاءة الفكرية من المغرب ، كما حصد وسام الفنون والعلوم .

في عام 1936م تزوج أحمد رامي من السيدة عطا الله وأنجبوا ثلاثة أبناء ، وقد توفي احمد رامي عام 1981م عن عمر 91 عاما .

احمد رامي رباعيات الخيام

بدأ أحمد رامي في ترجمة رباعيات الخيام عام 1923 م ، وذلك أثناء تواجده في العاصمة الفرنسية باريس لدراسة اللغة الفارسية ، وغنت كوكب الشرق أم كلثوم أغنية رباعيات الخيام للشاعر أحمد رامي ، وتقول كلماتها :

سمعت صوتًا هاتفًا فى السحر نادى من الغيب غفاة البشر

هبوا املأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأس العمر كف القدر

لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآت العيش قبل الأوان

واغنم من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليالي الأمان

غد بظهر الغيب واليوم لي وكم يخيب الظن فى المقبل

ولست بالغافل حتى أرى جمال دنياى ولا أجتلى

القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال

يا رب هل يرضيك هذا الظما والماء ينساب أمامي زلال

أولى بهذا القلب أن يخفق وفى ضرام الحب أن يحرق

ما أضيع اليوم الذى مر بي من غير أن أهوى وأن أعشق

أفق خفيف الظل هذا السحر نادى دع النوم وناغ الوتر

فما أطال النوم عمرًا ولا قصر فى الأعمار طول السهر

فكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار

فامش الهوينا أن هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار

لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تساوى فى الثرى راحل غدًا وماض من ألوف السنين

أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الأيام مثل السحاب

وعيشنا طيف خيال فنل حظك منه قبل فوت الشباب

لبست ثوب العيش لم استشر وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف انضو الثوب عنى ولم ادرك لماذا جئت أين المفر

يا من يحار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك

اسكرنى الإثم ولكننى صحوت بالآمال فى رحمتك

إن لم أكن اخلصت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمتك

وإنما يشفع لي أنني قد عشت لا أشرك فى وحدتك

تخفى عن الناس سنى طلعتك وكل ما فى الكون من صنعتك

فأنت محلاه وأنت الذي ترى بديع الصنع فى آيتك

إن تفصل القطرة من بحرها ففى مداه منتهى أمرها

تقاربت يارب ما بيننا مسافة البعد على قدرها

يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين

يا قابل الأعذار عدنا إلى ظلك فاقبل توبة التائبين

احمد رامي يرثي ام كلثوم

عُرف عن أحمد رامي حبه للسيدة أم كلثوم في بداية حياته ولكن السيدة أم كلثوم كانت تعتبره صديق مقرب وشاعر كبير ، وقد استمرت صداقتهما وتعاونهما الفني لأخر حياتها بعد وفاتها خرج أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات في حفل رئاسي ، ليلقي قصيدة رثاء في أم كلثوم أذهلت الجميع ، وأشاد بها السادات لعظمة كلماتها ، والتي تقول :

ما جال فى خاطري أني سأرثيها بعد اليوم صغت من أشجى أغانيها

فقد كنت اسمعها تشدو فتطربني واليوم اسمعنى أبكي وأبكيها

صحبتها من ضحى عمرى وعشت لها أدف شهد المعاني ثم أهديها

سلافة من جنى فكري وعاطفتى تديرها حول أرواح تناجيها

لحنا يدب إلى الأسماع يبهرها بما حوى من جمال في تغنيها

ومنطقا ساحرا تسرى هواتفه إلى قلوب محبيها فتسبيها

وبى من الشجو من تغريد ملهمتي ما قد نسيت به الدنيا وما فيها

وما ظننت وأحلامى تسامرني أني سأسهر في ذكرى لياليها

يا درة الفن يا أبهى لآلئه سبحان ربى بديع الكون باريها

مهما أراد بيان أن يصورها لا يستطيع لها وصفا وتشبيها

فريدة من عطاياه يجود بها على براياه ترويحا وترفيها

صوت بعيد المدى ريا مناهله به من النبرات الغر صافيها

وآهة من صميم القلب ترسلها إلى جراح ذوي شكوى فتشفيها

تشدو فتسمع نجوى روح قائلها وتستبين جمال اللحن من فيها

يابنت مصر ويا رمز الوفاء لها قدمت أغلى الذي يهدى لواديها

كنت الأنيس لها أيام بهجتها وكنت أصدق باك في مآسيها

وحين أحدق بالأرض التي نشرت عليك أفيائها شر يعنيها

أهبت بالشعب أن يسعى لنجدتها بالمال والجهد أحياء لماضيها

وطفت بالعرب تبغين النصر لها والمستعان على إقصاء عاديها

عاد الصفا لها وارتاح خاطرها بعد القضاء على ما كان يضنيها

يامن اسأتم عليها بعد غيبتها لا تجزعوا فلها ذكر سيبقيها

أضفى إلهى عليها ظل رحمته وظل من منهل الرضوان يسقيها

تبلى العظام وتبقى الروح خالدة حتى ترد إليها يوم يحييها

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby