قصص اسلامية

قصة وَقالَ الَّذينَ كَفرُوا لا تَسْمعُوا لِهذا الْقُرآن

ADVERTISEMENT

كان الكفار والمشركون في عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم يتفننون في ابتكار الطرق التي تؤذي نبي الله وتوقف دعوته إلى الإيمان بالله تعالى ، وكانوا يعلمون جيدًا أهمية القرآن الكريم ومدى تأثيره على الكثيرين منهم ؛ مما جعلهم يفكرون في كيفية التخلص من هذه السيطرة الإيمانية .

قام الكفار باتخاذ قرار بشأن القرآن الكريم وهو دعوة الجميع من الكفار والمشركين بألا يستمعوا مُطلقًا إلى آيات القرآن الكريم ، وكان ذلك القرار حازمًا ولا رجعة فيه حيث أنهم يعلمون أن كلمات القرآن الكريم لها قوة تأثير على من يستمع إليها وقد ظهر هذا جليًا بين الكثيرين منهم ممن استمعوا إلى كلام المولى عزوجل .

قام الكفار وسادة قريش بوضع جواسيسهم في جميع أنحاء مكة والمداخل الخاصة بها ، وذلك من أجل أن يسيطروا على الموقف وأن يمنعوا الوافدين إلى مكة سواء للحج أو التجارة من الاستماع إلى دعوة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وذلك عن طريق عدم السماح إليهم بالاستماع إلى آيات القرآن الكريم المُنزلة على نبي الله .

أعلن الكفار قرار تحريم الاستماع إلى القرآن الكريم وطلبوا من بعضهم البعض أن يقوموا باللغو والتحدث بالأمور التي لا طائل منها أثناء قراءة القرآن الكريم ، كانوا يهدفون إلى هزيمة رسول الله صلّ الله عليه وسلم وتراجعه عن دعوته إلى الإيمان بالله تعالى ، وكانت هذه إحدى الطرق التي لجأوا إليها من أجل تحقيق أهدافهم .

كان تدبير الكفار دائمًا غير مُجدي حيث أن الله تعالى كان يبخسهم ويجعلهم متأخرين باستمرار ، وأنزل الله تعالى على رسوله الكريم الآية التي تتحدث عن تخطيط الكفار لمنع الاستماع إلى آياته عزوجل ، ويقول الله تعالى في سورة فصلت :”وَقالَ الَّذينَ كَفرُوا لا تَسْمعُوا لِهذا الْقُرآن والْغوا فِيْه لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ “.

كان أسياد قريش يدركون جيدًا أن آيات القرآن الكريم لها تأثير قوي على من يستمع إليها ، ولقد رأوا ذلك واضحًا بينهم ورأوا كيف لان قلب أبي جهل إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم بعد سماعه القرآن الكريم على الرغم من عداوته الشديدة له ، ولذلك كان حرصهم قوي على ألا يستمع أحد إلى كلمات الله تعالى حتى لا تؤثر فيه وبهذا تنتشر دعوة رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

كان هناك من يسرقون اللحظات الخاطفة وهم يستمعون إلى القرآن الكريم أثناء صلاة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ولكنهم سرعان ما يتراجعون خوفًا من الأذى الذي قد يلحق بهم من سادة قريش الذين يُحرمون الاستماع إلى القرآن الكريم .

ومن المفارقات التي حدثت بشأن تحريم الاستماع إلى القرآن الكريم أن الذين اتخذوا ذلك القرار هم أنفسهم من خالفوه ؛ حيث أن ما حرمّوه في العلن قاموا بفعله في الخفاء ، وهو ما يؤكد أن الله تعالى يسحق كيدهم ومخططاتهم التي كانوا يسعون من خلالها إلى عدم انتشار الدعوة الإسلامية .

بعد اتخاذ القرار بشأن عدم الاستماع إلى آيات القرآن الكريم ؛ قام كل من أبو جهل وأبو سفيان والأخنس بالذهاب خفيةً وكل واحد على حدة دون علم الاثنين الآخرين بالقرب من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستمعوا إليه وهو يتلو آيات الله تعالى أثناء صلاته ليلًا ، واتخذ كل واحد منهم موضعًا خاص به دون أن يراه أحد .

كان الثلاثة يستمعون إلى تلاوة رسول الله صلّ الله عليه وسلم للقرآن الكريم حتى بزوغ الفجر ، ثم يتفرقون جميعًا وفي طريق العودة كان يحدث بينهم اللقاء الذي يتلاومون فيه ويطلبون عدم العودة مجددًا ، ولكن ذلك الأمر كان يتكرر في الليلة الثانية والثالثة وكانوا يفعلون نفس الفعل ويقولون نفس الكلام ، غير أنهم في الليلة الثالثة قالوا : لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود ، وهكذا كان الكفار يعلمون جيدًا قيمة القرآن الكريم ومدى صدقه وقوته غير أنهم كانوا يكابرون بأنفس مظلمة وقلوب متحجرة غاشمة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby