قصة ويل للشجي من الخلي
ويل للشجي من الخلي ، هي مقولة أصبحت من الأمثال العربية الشهيرة ، في تراثنا العربي الأصيل ، ويروى أن أول من قال ذلك هو : أكثم بن صيفي التميمي .
قصة المثّل :
وكان من حديثه أنه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا الناس إلى الإسلام ، بعث أكثم بن صيفي ابنه حبيشا ، فأتاه بخبره ، فجمع بني تميم ، وقال : يابني تميم ، لا تحضروني سفيها ، فإنه من يسمع يخل ، إن السفه يوهن من فوقه ، ويثبت من دونه ، لا خير فيمن لا عقل له ، كبرت سني ودخلتني ذلة ، فإذا رأيتم مني حسنا فاقبلوه ، وإن رأيتم مني غير ذلك ، فقوموني أستقم .
الدعوة للإسلام ورأي أكثم فيها :
إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة وأتاني بخبره ، وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويأخذ فيه بمحاسن الأخلاق ، ويدعو إلى توحيد الله تعالى ، وخلع الأوثان ، وترك الحلف بالنيران ، وقد عرف ذو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه ، وأن الرأي ترك ما ينهى عنه ، إن أحق الناس بمعونة محمد صلى الله عليه وسلم ومساعدته على أمره أنتم .
فإن يكن الذي يدعو إليه حقًا فهو لكم دون الناس ، وإن يكن باطلاً كنتم أحقّ الناس بالكف عنه ، وبالستر عليه ، وقد كان أسقف نجران يدث بصفته ، وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبله ، وسمى ابنه محمد ، فكونوا في أمره أولاً ، ولا تكونوا آخرًا .
ائتوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين ، إن الذي يدعو إليه محمد صلّ الله عليه وسلم ، لو لم يكن دينا كان في أخلاق الناس حسنًا ، أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم أشياء لا تنزع منكم أبدًا ، وأصبحتم أعزّ حيّ في العرب ، وأكثرهم عددًا ، وأوسعهم دارًا ، فإني أرى أمرًا لا يجتنبه عزيز إلا ذل .
ولا يلزمه ذليل إلا عز ، إن الأول لم يدع للآخر شيئًا ، وهذا أمر له ما بعده ، من سبق إليه غمر المعالي ، واقتدى به التالي ، والعزيمة حزم ، والاختلاف عجز ، فقال مالك بن نويرة : قد خرف شيخكم .
فقال أكثم : ويل للشجي من الخلي ، وا لهفي على أمر لم أشهده ولم يسعني .. فصارت مقولته مثلاً بعد ذلك .