قصص امثال

قصة مثل أبصر من زرقاء اليمامة

قيل واليمامة اسمها ، وبها سُمي البلد ، وذكر الجاحظ أنها كانت من بنات لقمان بن عاد ، وأن اسمها عنز ، وكانت هي زرقاء وكانت الزبّاء زرقاء ، وكانت البسوس زرقاء .

قال محمد بن حبيب ، هي امرأة من جديس – يعني زرقاء – كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام ، فلما قتلت جديس طسمًا خرج رجل من طسم إلى حسّان بن تبع ، فاستجاشه ورغبه في الغنائم ، فجهز إليهم جيشًا ، فلما صاروا من جو (اسم لناحية اليمامة) على مسيرة ثلاث ليال ، صعدت الزرقاء ، فنظرت إلى الجيش وقد أمروا أن يحمل كل رجل منهم شجرة يستتر بها ليلبسوا عليها ، أي يخدعونها بالتضليل في الرؤية ، فقالت يا قوم قد أتتكم الشجر ، أو أتتكم الحمير ، فلم يصدقوها ، فقالت على مثال رجز :

أقسم بالله لقد دب الشجر  .. أو حمير قد أخذت شيئًا يجر

فلم يصدقوها ، فقالت أحلف بالله لقد أرى رجلاً ، ينهس كتفًا أو يخصف النعل ، فلم يصدقوها ، ولم يستعدوا حتى صبحهم حسان فاجتاحهم ، فأخذ الزرقاء فشق عينيها ، فإذا فيهما عروق سود من الإثمد ، وكانت أول من اكتحل بالإثمد من العرب ، وهي التي ذكرها النابغة في قوله :

واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت .. إلى حمام سراع وارد الثمد

ADVERTISEMENT3

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby