قصص اجتماعية

قصة الطفل الغير متوقع | قصص

ADVERTISEMENT

بداية حياة الأبطال

تزوج كل من أليكسيا وجيمس عندما كانا يبلغان كلاً من هما 30 عامًا، ولم يكونوا في عجلة من أمرهم لتكوين أسرة وإنجاب طفل، قالت أليكسيا: “نريد قضاء بعض الوقت كزوجين والاستمتاع ببعض قبل تحمل مزيد من المسئوليات، لذلك استخدموا وسائل تحديد النسل وكانوا يرتاحون نوعًا ما عندما يشعرا أن تأجيل الأطفال هو الحل المناسب حالياً.

بعد سنوات قليلة من زواجهما، بدأوا يفكرون في إنجاب طفل يملأ حيانهما، فقال أليكسيا: “كان أصدقائي ينجبون أطفالًا وهم في مثل عمري أو أقل، وبدأت أشعر أنِ حقًا أريد طفلًا”، ثم قال جيمس: “اعتقدنا حقاً أن هذا هو الوقت مناسب”، كانت وظائف الزوجان تسير على ما يرام، وبالتالي الامور المادية مستقرة، وقد شعرا أنه يمكنهما تحمل مصاريف الطفل، وسيكون ذلك رائعًا وإضافة لحياتهما الزوجية، بدأت والدة أليكسيا في إرسال بعض التلميحات عن رغبتها في أن تكون جدة وبالفعل بدأ الزوجان في التفكير الجدي لهذا.

حلم تكوين أسرة

لم يعرف أي من من الزوجان كم سيحتاجا من الوقت حتى يحدث حمل أليكسيا، لكنهما اعتقدا أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلاً، بعد الأشهر الثلاثة الأولى من محاولة حمل أليكسيا وعدم  حدوث الحمل، قامت أليكسيا بقرأة بعض الأبحاث، لقد صُدمت عندما عرفت أنه حتى الأزواج الذين لا يعانون من مشاكل عضوية واضحة في الخصوبة لديهم فرصة بنسبة 20 في المائة فقط للحمل في أي شهر من الشهور، ومن هنا قرر جيمس التوقف عن التدخين وانتقل إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وأصبح تناول كلاهما أطعمة صحية وقللا من كل الوجبات السريعة والدسمة.

الترقب والقلق من مستقبل مجهول

شعرت أليكسيا أن معرفة الكثير عن مشاكل الخصوبة سيساعدهما في فهم الموقف بصورة أوضح، لذلك أجرت المزيد من الأبحاث على الإنترنت، وشاركت بعض من هذه الأبحاث مع جيمس حول طرق علاج تأخر الحمل، وكانا هناك أحاديث طويلة بينهما، وكانت أليكسيا تقول لا أريد أن أنتظر وأرى ما إذا كان هذا سيتحسن الأمر، أريد أن أخذ خطوة جدية”، فوافق جيمس على أنه ينبغي عليهم النظر في سبب معاناتهما مع مشكلة تأخر الإنجاب، ثم ذهبت أليكسيا إلى طبيبها النسائي وأخبرتها أنها ترغب في إحالة حالتها إلى أخصائي الخصوبة، فقال لها طبيب أمراض النساء: “أعتقد أن أفضل شيء بالنسبة لك ولجيمس هو إجراء بعض الاختبارات أولاً، كما أريد عرض حالتك على أخصائي الغدد الصماء التناسلية”، وقال الطبيب سأرسلك إلى اختصاصي الغدد الصماء الإنجابية وهو حاصل على تدريب مكثف في اكتشاف المشكلات التي تسبب مشاكل الخصوبة لمساعدة الناس على الإنجاب.

شعرت أليكسيا بحماس شديد هي وجيمس لأنها قد تتمكن من معرفة المشكلة أو المشاكل التي قد تكون سبب في عدم الحمل، حتى تتمكن من الحمل سريعاً، قاموا بتحديد موعد في عيادة الخصوبة، وفي ذات الفترة قاما الزوجان بالذهاب لعمل الاختبارات المطلوبة، كانت اختبارات جيمس عبارة عن تحليل للسائل المنوي لتحديد نوعية وكمية الحيوانات المنوية وبالتالي معرفة صحته الإنجابية، ومن ثم فحصه جسديًا، اما أليكسيا  فقامت بفحص جسدي وفحص بالموجات فوق الصوتية وعدد من اختبارات الدم لتحديد معدلات الهرمونات لديها وما إذا كانت التبويض لديها سليم، أخبرت أليكسيا والدتها أنهم قاما باختبارات لكنها طلبت منها الاحتفاظ بهذه المعلومة كسر بينهما، قالت: “لم أستطع تحمل معرفة عائلتي حتى الآن عن تأخر الحمل، وحتى يكون لدينا إجابة لتساؤلاتهم”، وحين كانت نتائج الاختبار جاهزة، كان لدى أليكسيا وجيمس موعد مع أخصائي الخصوبة، فكان كلاهما متوترين ولكن متفائلان، ربما ستكون هناك مشكلة ومن السهل حلها، على الرغم من أنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا مما سيكون عليه الأمر، فكانت الإجابة التي حصلوا عليها هي أن هناك أخبار جيدة وأخبار سيئة، الاخبار الجيدة أن لا يوجد سبب واضح يمنع الحمل، الخبر السيء أن في تلك الحالات لا يوجد علاج محدد يسرع من عملية الحمل.

بدأت أليكسيا تشعر بالقلق فقد ظنت دوماً أن هناك شيئًا ما خطأ يمنع الحمل، كانت تشعر بالحزن الشديد شهر يليه شهر، وبدأت تنظر لصديقاتها اللاتي حملن بسهولة بعين الحسرة، حاول جيمس أن يريح زوجته، لكنها بدأت تدخل في اكتئاب، وبدأت تتسأل لماذا الحمل أمرًا سهلاً على صديقاتي، وهو صعبًا جدًا لدي؟، وقد وصل الامر بأليكسيا أنها أصبحت تخشى رؤيتها للأطفال في التجمعات العائلية أو مع اصدقائها وسئمت من سؤال هل انتما تفكران بالحمل؟ لماذا تنتظرا كل هذا؟ حتى جيمس أصبح يغضب من التعليقات والأسئلة الكثيرة عن هذا الأمر وكان يشعر أحياناً بالخجل، وقد بدأ الزوجان يشعرا بالعزلة عن أصدقائهما، فقد قالت أليكسيا: “أشعر أنني لا أملك السيطرة على نفسي إذا سألت عن الأطفال وقد أبكي امام الاخرين لذا الانسحاب كان مريح لي”.

قرار جاد لخطوات جديدة

قرر الزوجان الذهاب لأحدى أشهر مراكز الخصوبة في مكان سكنهم، وبالفعل قامت أليكسيا بعمل ثلاث دورات من التلقيح الصناعي بالرحم وكان جيمس يدعمها دوماً، وبدأت بعمل تنشيط للمبايض من خلال تحفيز مبيضيها بالعلاجات والابر التنشيطية وكانت تنتج بويضات متعددة وصالحة للإنجاب، لكن لم تؤد أي من هذه المحاولات إلى الحمل، وشعرا الزوجان بخيبة أمل كبيرة بسبب فشلهما وبسبب التكاليف الباهظة.

بدأت أليكسيا تشعر بالاكتئاب أكثر فأكثر وابتعدت عن جيمس، وقد كان جيمس غاضبًا ومحبطًا فقال لها “إنجاب طفل سيطر على حياتنا بالكامل”، وحين رأى أخصائي الخصوبة توترهما اقترح عليهما الحصول على رأي طبي أخر، فألتقا الزوجان بمستشار في عيادة الخصوبة دعمهم حتى شعوروا بأنهم ليسوا وحدهما أن عواطفهم هذه مشروعه جداً، ودعمهم أثناء اتخاذهم قرارات للعلاج الجديد، تواصلت أليكسيا مع أقرب أصدقائها وأخبرتهم بما كانت تمر به، وقد دعمها بلطفهم وجعلها تشعر بوحدة أقل.

أقترح عليهم اختصاصي الخصوبة عمل علاج أطفال الأنابيب باستخدام تقنية PGS، وهو الفحص الجيني قبل زرع الأجنة، والذي يتم من خلال اختبار بضع خلايا من الأجنة للتأكد من أن لديها العدد الصحيح من الكروموسومات، ولن يزرع إلا أفضل الاجنة فقط، وأضح لهم أن حوالي نصف فشل عمليات الزرع وأغلب حالات الإجهاض تكون نتيجة تشوهات الكروموسومات، لذا استعمال تقنية PGS سيعلي من فرصة النجاح مع أطفال الأنابيب، وبعد الكثير من التفكير وبعض المناقشات الصادقة بين الرزوجان، وافق الزوجان  على عمل دورة علاج أطفال الأنابيب باستخدام تقنية PGS.

الطفل الغير متوقع والبشرة المفرحة 

بعد حوالي أسبوعين من العلاج بالحقن الهرموني المنشط، وتجميع البويضات، وتخصيب البويضات في المختبر، تم اختبار الأجنة ومن ثم نقل أفضلها إلى رحم أليكسيا، ثم كان عليها أنتظار أسبوعين مع استكمال العلاج وهو مخصص لتثبيت الاجنة، وبعد مرور الاسبوعان ذهبت أليكسيا إلى عيادة الخصوبة لعمل اختبار الحمل وعادت إلى المنزل في انتظار النتائج مع جيمس، وقالت: “كنت خائفة للغاية ولكن عندما اتصلوا بي من المختبر حاملين لي البشارة، كان أسعد يوم في حياتي حقاً” فقد كانت أليكسيا حامل، وقد شعر جيمس بسعادة غامرة حتى أن كلاهما بكيا من شدة الفرح، كان حلمهم سيتحقق، حملت أليكسيا في طفلهما ولم توجد أي مشاكل حتى نهاية الحمل وأنجبت طفلة جميلة وسليمة، وكان يطلق عليها جيمس وأليكسيا أسم “الطفل الغير متوقع”، فهما لم يكونا متأكدان من نجاح الاجراء ولكن حين يقرر سبحانة وتعالى لا تستطيع قوة أن توقف الأمر.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby