شفاعة الرسول – انستا عربي

لشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية كبيرة وعظيمة ، فبشفاعته صلى الله عليه وسلم يمكن أن ننجو من عذاب يوم القيامة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا ) ، وهذا الحديث يعني أن النبي اختار أن تكون دعوته المستجابة هي الشفاعة لأمته ، وهذا يدل على رحمته عليه الصلاة والسلام وحبه لأمته ، فقد آثرهم على نفسه ولم يطلب من الله عز وجل حاجة لنفسه .
إذا أراد المسلم أن يفوز بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيمكنه ذلك عن طريق :
الإيمان الصادق
عن أبي هريرة أنه قال : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ ، أَوْ نَفْسِهِ ” ، وهذا يعني أن المسلم الحق الذي يؤمن بالله عز وجل ويخلص في عبادته وإيمانه ينل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
الصلاة على النبي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أولى الناس بي ( أي بشفاعتي ) يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ” ، كما قال صلى الله عليه وسلم أيضا : ( من صلى عليَّ حين يصبح عشرا ، وحين يمسي عشرا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة ) ، فبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نستحق شفاعته ، فيجب أن يكون الإنسان لسانه رطبا ليلا ونهارا بالصلاة على النبي وبذكر الله عز وجل .
ترديد الأذان وطلب الوسيلة للرسول
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ” إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً ، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ ” ، عند سماع الأذان يجب على المسلم أن يردد الأذان ثم يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم ويسأل له الوسيلة ليحصل على شفاعته يوم القيامة ، وهذا هو الدعاء الذي يردده المسلم بعد الأذان : ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ) .
قضاء حوائج المسلمين
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قضى لأخيه حاجةً كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رَجَحَ وإلا شَفَعتُ له ” ، وهذا الحديث يحثنا على قضاء حوائج المسلمين فهي من أعظم السنن التي يستحق بها المسلم شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام .
كثرة الصلاة
ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجل أو امرأة قال : كان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – مما يقول للخادم : ” ألك حاجة ؟ قال : حتى كان ذات يوم ، فقال : يا رسول الله حاجتي ، قال : وما حاجتك ؟ قال : حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ، قال : ومن دلك على هذا ؟ قال : ربي ، قال : أما لا فأعني بكثرة السجود ” ، أي أن بكثرة الصلاة بالسنن والرواتب والتطوع يحصل المسلم على شفاعة الرسول .
من يحرم من الشفاعة
يحرم من شفاعة النبي صلى الله عليه وشفاعة الله عز وجل المشركين ، فلا يمكن أن يغفر الله لهم كفرهم وعصيانهم لأوامره عز وجل ، فقد قال الله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً } .
كما أن الظالم الذي يظلم العباد هو أيضا لا يستحق شفاعة الرسول ، وكذلك من يقومون بالمغالاة في الدين ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي : إمام ظلوم ، وكل غالٍ مارق ) .
وأيضا الذين يكذبون بشفاعة النبي ولا يعترفون بوجودها هم أيضا لا يستحقون الشفاعة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( من كذّب بالشفاعة فليس له فيها نصيب ) .