قصص اسلامية

قصة زيد بن عمرو | قصص

ADVERTISEMENT

كان زيد يشعر بغربة بين أهل قريش ، حيث كان يتأمل طبيعة حياتهم فتصيبه غصة ما ، وفي بعض الأحيان كانت تلك الغصة تهزمه فينهار جرّائها إلى جدار الكعبة المشرفة ، متعلقًا بأستارها شادرًا صوب السماء ، ولكنه كان يهزم تلك الغصة مرات عدة ويقاوم ما به من شعور.

وقد مرّ زيد كثيرًا ببعض الرجال ، حيث كان الرجل منهم يقوم بدفن ابنته على طريقة الجاهلية فيهرع نحوه بفزع شديد ؛ وهو يقول في نفسه سأحيي تلك الموءودة ، ثم يقول للرجل لا تقتلها وسأكفلها بنفسي ، سآخذها معي لأربيها ، وما أن تكبر سوف يكون لك مطلق الحرية ، أن تستعيدها في كنفك إذا رغبتك في ذلك ، أو أن تتركها إن شئت في عهدتي ، وكفيتك أنا مئونتها .

وعلى هذا النهج وتلك الخطوات ، سار زيد بن عمرو ، وأنقذ عشرات الفتيات وكان من بينهن من كبرت لتصير فيما بعد ، والدة أحد صحابة النبي صلّ الله عليه وسلم ، فكانت كل أمهات قريش من الطيبات ، ترى في زيد بن عمرو فرصة جديدة لاستئناف حكم الإعدام الصادر بحق رضيعتها المولودة ، أما بقية الأمهات فكن يوصين أزواجهن بأخذ الحيطة أن يراه زيد بن عمرو .

كان زيد أول من عرف الطريق إلى غار حراء ، فكان يذهب إلى هناك بحثًا عن نفسه وهروبًا من أذى قريش التي رأت فيه رجلاً يهدم ثوابتهم ، ويحاول أن يُحدث تغييرًا ما ، وكعادة عبادة الأصنام ، كان التغيير بالنسبة لهم هو الأذى بعينه.

قبل أن ينطلق زيد في البلاد بحثًا عن دين ، لم يدخر جهدًا في أن يجهر بما يؤمن به ، فقاطع عبادة الأصنام تمامًا ، وحث قومه على مراجعة هذه المسألة ، اعتزل الميتة والدم الذي يذبح على الأوثان ، وكافح وأد البنات ، وكان زيد يناضل دون رسالة أو وحي ، كان يتلمّس فطرة أبينا إبراهيم عليه السلام ، فقطع عليه طريق الفطرة كل من استقر على أمر ورثه عمّن سبقوه.

كان أول من قطع عليه الطريق الخطاب بن نفيل ، والد سيدنا عمر بن الخطاب ، حيث كان الخطاب أخً غير شقيق لزيد ، وكان أهل قريش يستعينون به على أخيه لردعه ، وازدادوا ضغطًا عليه عندما علموا أن زيدًا في طريقه للخروج من مكة إلى بلاد أخرى ، طلبًا للحنفية الصحيحة .

كان الخطاب قاسيًا ، ولم يجد زيد مكانًا ليختبئ فيه سوى غار حراء ، فكان يمكث فيه بالأيام وينزل منه سرًا لدخول مكة ، وكلما علم أهل قريش بوجوده استعانوا بالخطاب فكان يؤذيه ، واستمر الوضع طويلاً على هذه الحال ، إلى أن تمكن زيد من الخروج من مكة نهائيًا قاصدًا بلاد الشام .

كانوا يقولون للخطاب لم لا تقتله ؟ فيقول لا أعرف ما الذي منعني ، بعدها بفترة قصيرة جاء للحياة ، سعيد بن زيد ، بعدها بسنوات طويلة تزوج سعيد بن زيد بن عمرو بفاطمة بنت الخطاب ، ثم بعدها أصبح سعيد هو مفتاح دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإسلام. لذا كان مقدّرًا له ألا يقتله.

وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، تحكي عن زيد بن عمرو فتقول ، لقد شاهدت زيد بن عمرو شيخًا كبيرًا ظهره مسند إلى ظهر الكعبة ويقول ؛ اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ، ولكنني لا أعلمه ، ثم يسجد طويلاً .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby