حكم قول آمين بعد الفاتحة

قول آمين بعد الفاتحة هو من الأمور المتعارف عليها بين المسلمين ، ولكن الكثيرين لا يعلم ما إذا كانت سنة أم واجبة ، ويتساءل آخرين عن حقيقة ضرورتها وحكم قولها أو السهو عنها، لذا نقدم في هذا التقرير حكم قول آمين بعد الفاتحة .
حكم قول امين بعد الفاتحة
قول آمين بعد الفاتحة هي سنة ، سواء قرأت الفاتحة في الصلاة أو خارج الصلاة ، وهذا لأن بها دعاء ” واهدنا الصراط المستقيم ” ومن المعروف أن بعد كل دعاء ينبغي أن نؤمن بعده ، لكن ليس في تركها أو السهو عنها ذنب وإذا لم تقلها أثناء الصلاة فصلاتك تظل صحيحة ليس بها شئ ، وهذا الحكم للمصلي أو الإمام .
وقول آمين بعد الفاتحة هي سُنة مستحبة ولكن تركها ليس به أوزار ، ففهي نهاية سورة الفاتحة ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ” صدق الله العظيم ، وقد قال رب العرش العظيم عن سورة الفاتحة ” هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ” ، أي أنه دعاء يجيبه الله ، لذا يستحب التأمين .
وعن رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ قال : ” إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا ، فإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” رواه أبي هريرة .
وقال ابن شهام : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( آمِينَ ) ” .
كما أكد سُنة هذا الحُكم قول وائل بن حجر : ” سمِعْتُ رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ قرأ : ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) فقال : آمين ومدَّ بها صوته ” ، رواه أبو داود والترمذي وحسَّنَه، وعند أبي داود ” ورفع بها صوته ” ، رواه الحافظ ابن حجر .
حكم قول امين بعد الفاتحة في الصلاة عند المالكية
قال الإمام أبوحنيفة أن يقوم المصلي بقول آمين سرًا ، أي لا يجهر بها ويخفت صوته في قولها .
بينما ذهبا الإمامان الشافعي وأحمد إلى الرأي القائل بالجهر بقول آمين وهذا ما تؤكده الأحاديث الصحيحة التي رواها صحابة النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ حيث قال زاد ابن ماجة في روايته بهذا الأمر : ” حَتَّى يَسْمَعَهَا أَهْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ ، فَيَرْتَجُّ بِهَا الْمَسْجِدُ “.
وقد روى الإمام الشافعي في ” الأم ” عن عطاء قال : كنت أسمع الأئمة ابن الزبير ومن بعده يقولون : آمين ، ومن خلفهم : آمين ، حتى إن للمسجد لَلَجَّة ” اللَّجَّة هي الصوت المرتفع ” .
وأكد البيهقي (2/59) وروينا عن ابن عمر رضي الله عنه ” أنه كان يرفع بها صوته ، إماما كان أو مأموما ” .
حكم قول امين بعد الفاتحة عند الشيعة
تختلف الشيعة في هذا الأمر كما في سواه من الأمور ، فقد ذهب فقهاء هذه الطائفة إلى تحريم قول آمين بعد الفاتحة إذ يعتبرونها بِدعة .