حكم حرمان الزوجة من ابنها

الأم هي مصدر الحنان والعطف لأولادها ، لا يقدر الطفل أن يعيش بدون أمه وخاصة في الفترة الأولى من حياته ، ولا يختلف الطبع والفطرة عن الشرع وليست هناك أي أحكام في الشريعة تخالف الفطرة أو المنطق .
حكم تدخل ام الزوج
تعاني بعض الزوجات من تدخلات أم الزوج وخاصة عندما تكون أم الزوج غير محبة لزوجة الابن أو غير قادرة على تقبلها لسبب أو لآخر ، فمن هنا تنشأ نقطة الخلاف والتنازع وعدم الاستقرار .
الزوجة مسئولة من زوجها فقط فهو الوحيد القادر على نصحها ولابد لها من طاعته وسماع أقواله وكلامه ، وليس هناك أي حق لأم الزوج بالتدخل في شئون الزوجة الشخصية أو شئون بيت ابنها بأي طريقة .
تتدخل معظم أمهات الزوج في تربية الأبناء وقد تنشأ المشاكل من تلك النقطة ، حيث تحب بعض الأمهات السيطرة على الطريقة التي تربي الزوجة بها طفلها ، ولكن هذا يعتبر منافي للعقل والشريعة .
الزوج الذي يفضل اهله على زوجته
هناك حقوق معينة للزوج يجب على الزوج أن يعلم بها وهي العشرة بالمعروف وتوفير المسكن الجيد والخاص بها ، وكذلك حق التكفل باحتياجاتها وبيتها وأولادها كذلك حق الحماية والود والحب .
عند اختلال تلك الحقوق الفطرية والتي أقرها الشرع والدين ، يكون من الصعب أن تعيش المرأة حياتها بصورة طبيعية ، لاسيما إن كان ذلك الزوج لا يعطيها حقوقها بل ويقدم مصلحة أهله عليها .
في بعض الأحيان ينسى الرجل حقوق زوجته عليه ويعتقد فقط بضرورة بر الوالدين كما أكد كل من القرآن والسنة ، ولكن الله تبارك وتعالى وضع بعض الحقوق للزوجة وللمرأة بصفة عامة ، وإن كان الرجل لا يعطيها حقوقها فهو ظالم ، وقد حرم الله الظلم .
يعتبر تقديم حب الأهل على الزوجة ووضع حقوق الزوجة في المقام الأخير هو أحد أشكال الظلم التي تقع على المرأة في سكن الزوجية ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا : ” تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ” .
قال صلوات الله وسلامه عليه : ” استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا ” .
كل تلك الأحاديث تبين أنه من الضروري معاملة الأنثى بالرفق واللين وأن يعاملها زوجها بالود وكذلك يوفر لها سبل السعادة والراحة لأنها تعتبر من الضعاف ، وقد وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالضعفاء وهم النساء والأيتام .
يمكن أن يطلق عليها جريمة فإن حرمان الزوجة من رؤية ابنها بمثابة قطع الأرحام ، فقد قال تعالى في كتابه العزيز : ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ” .
يعتبر تقطيع الأرحام من كبائر الذنوب والتي يحاسب عليها الله في الدنيا قبل الآخرة ، فما الحكم بمن قام بقطع الرحم بين الأم وولدها الذي هو فلذة كبدها ، يمكن القول بأن ذلك يعتبر أيضا من أشكال الظلم والظلم ظلمات يوم القيامة يجب على من يقوم بذلك أن يتذكر كلام الله عز وجل .
يقول صلى الله عليه وسلم في ذلك : ” من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة ” ، حتى أنه كره التفريق في السبي أيضا بين الوالدة وولدها وكذلك في البيع .
الحكم في حرمان الزوجة من ابنها هو عدم الإجازة الذي يصل إلى التحريم والكراهة ، وكل ذلك يندرج تحت بنود الظلم وقطع الأرحام أيضا ، فمن رحمة الله ورحمة الناس ببعضها وكذلك رحمة الناس بالحيوانات أنهم لا يقدرون على تفريق الناقة من وليدها .
في حالة الطلاق تكون الحضانة من حق الزوجة في حال إن لم تتزوج ، وحتى إن تزوجت تتجه الحضانة إلى أم الزوجة ، أما في حالة رغبة الزوج في ظلم زوجته بأن يحرمها من رؤية ابنها فإنه يعتبر شيء محرم ومخالف للشرع .