حكم تهنئة الكفار بأعيادهم – انستا عربي

لايجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ، فالتهنئة بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل عن ابن القيّم -رحمه الله ، كما ذكر في كتابه أحكام أهل الذمة ، لأن في هذا إقرار لها وهي أعياد كفرية ، ولا يجوز للمسلم أن يهنئهم ، ولا أن يعينهم ولا أن يعطيهم مكانًا يقيمون فيه العيد ، ولا أن يتبرع لهم بمال من أجل أن يقيموا العيد ، فلا يساعدهم ولا يهنئهم في أعيادهم ، لأنها أعياد كفر .
عناوين
حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في المذاهب الاربعة
التهنئة هي عكس التعزية ، وتعني دعوة الشخص للسرور ، وتتم التهنئة على مقدار المودة والمخالطة ، على عكس السلام وإلقاء التحية ، فهو للجميع سواء مسلمين أو غير مسلمين ، أما عن حكم التهنئة وفقًا للمذاهب الأربعة المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي ومذهب الحنابلة ، فهناك من يجيز التهنئة وهناك من يحرم التهنئة ، من يجيز فهو يجيز بضوابط ، أما من يحرم فهو يحرم لأن في هذا إقرار بعقيدتهم الباطلة ، أما الجواز فمن باب المعاشرة بالمعروف ، ومن باب المجاملات الإجتماعية معللًا قوله بالآية الكريمة ” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”
هل يجوز تهنئة المسيحين باعيادهم
قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله ، التهنئة بأعيادهم أو بصومهم هي حرام بالإتفاق ، ويعد من المحرمات ، لأنه يقوم بتهنئته بالسجود للصليب وهو أشد إثمًا عند الله من التهنئة بشرب الخمر أو قتل النفس ، فمن هنأ شخص ببدعة أو معصية ، فقد تعرض لسخط الله .
وهناك الرأي الجائز بالتهنئة ، فأمام الشخص الرأيان المؤيد والمعارض ، وكل فريق له دليل وحجة وبرهان ، ويمكنك الأخذ بأي الرأيين ، طالما هناك مسائل خلافية .
ادلة تحريم تهنئة النصارى باعيادهم
هناك العديد من الأدلة الواردة في السنة النبوية والتي تحرم تهنئة المسيحين بأعيادهم :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال: ” ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر ” [ وإسناده على شرط مسلم ] .
شرح الحديث أيام الجاهلية كان يحتفل القوم بيومين ، ولكن في هذا الحديث بيان واضح وصريح بعدم اعتراف النبي بهذه الأعياد ، وأوضح لصحابته والأمة الإسلامية ، أن الله قد أبدلهما بخير منهم بعيدين وهم عيد الفطر وعيد الأضحى ، والإبدال في اللغة العربية تعني ترك شئ والإقتضاء بشئ آخر مكانه ، ولايتم الجمع بين البدل والمبدل منه ، ومن هنا ترك الجمع بين أعياد المسلمين وأعياد النصارى .
عن ثابت بن الضحاك قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة – موضع قرب مكة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد ؟ قالوا : لا ، قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قالوا : لا ، قال : فأوف بنذرك ؛ فإنه لاوفاء بنذر في معصية الله ولافيما لايملك ابن آدم )) ، [ أخرجه أبو داود وأصله في الصحيحين ] .
ويستدل من الحديث الشريف لايجوز الذبح في مكان عيد المشركين ، ولايجوز إحياء أعياد المشركين ، لأن في هذا معصية لله سبحانه وتعالى ، ونهى ابن تيمية – رحمه الله – على أن تُقام شئ من أعياد الجاهلية .
حكم تهنئة اليهود باعيادهم
فدعوة جميع الأنبياء واحدة وهي عبادة الله عز وجل ، وهناك بعض علماء الدين المعاصرين الذين أجازوا تهنئة المسلمين لغير المسلمين بأعيادهم خاصًة ، إذا كانت هناك صلة قرابة كالجيران أو زملاء في الدراسة والعمل خاصًة إذا كانوا غير محاربين للإسلام ، والتهنئة هنا لاتعني الرضا أو القناعة بدينهم وإنما هي من باب المجاملة ، ويمكن قبول الهدايا منهم .
واستشهدوا على ذلك بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عاد صبي من اليهود ، كما قبل النبي هدية من المقوقس ملك القبط بمصر ، على ألا تتعارض هذه الهدية مع الشريعة الإسلامية .
ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله و الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله وكذلك فضيلة الشيخ عبد الله بن بية نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجاز ذلك، وطالب المسلمين بسعة الصدر في المسائل التي تقع تحت الخلاف .