جان بول سارتر – انستا عربي

من أهم رموز الفلسفة الحديثة جان بول سارتر ، وهو فيلسوف وأديب فرنسي شهير ، وُلد عام 1905 م في باريس وتوفي في عام 1980 م ، ينتمي إلى المذهب الوجودي ، وله إسهامات كبيرة في الفلسفة الوجودية حيث يعتبره الكثيرون مؤسسها ، من أبرز مؤلفاته كتب ” الوجود والعدم ” و “الوجودية مذهب إنساني ” ، كما أن له إسهامات في الكتابة المسرحية ، مثل مسرحيات ” الذباب ” و ” الأيدي القذرة ” و ” الشيطان والإله الطيب ” ، وله آراء فلسفية في الأخلاق والحرية والصفات الإنسانية ، وأصدر مجلة تسمى ” الأزمنة الحديثة ” تضمنت الفكاهة والسير الذاتية ، فقد كان يريد تخليص الأدب والفكر من الصبغة الجادة التي يتخذها النخبة دوما ، ويبتعدون بها عن الناس العاديين .
يبني جان بول سارتر فلسفته في الأخلاق على الذات ، إذ يرى أن الشخص هو الذي يضع القيم الأخلاقية المناسبة له ، ويؤمن بأن كل فرد يقرر مجموعة قيم خاصة به يلتزم بها ؛ سواء كانت قيم وأخلاق حميدة أو مذمومة ، وبذلك ينحّي سارتر دور المجتمع في وضع القيم وإرساء القواعد والضوابط الأخلاقية ، فهو لا يرجعها إلى أي عامل خارج الإنسان ، كالدين أو المجتمع أو السلطة الحاكمة ، ومن هنا نتوصل إلى أن جان بول سارتر لا يعتقد في المسؤولية المقيدة ، وإنما يدعو إلى المسؤولية والحرية المطلقة .
عناوين
جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار
من أشهر الثنائيات في الأدب العالمي جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار ، فقد التقى سارتر بالمفكرة والكاتبة الفرنسية دي بوفوار لأول مرة خلال عام 1929 م ، ومنذ ذلك الحين توطدت علاقتهما ، واستمرت حتى وفاة سارتر في عام 1980 ، أي أنها دامت لأكثر من خمسين عاما ، وقد كانا مرتبطين ببعض بشدة ، وكانا حديث الأوساط الثقافية والأدبية حول العالم ، وساهم كل منهما في نجاح الآخر وتجلي آرائه الوجودية والفلسفية ، وبالرغم من بعض الخلافات التي شابت علاقتهما على مر تلك السنوات الخمسين ، إلا أنهما لم ينفصلا كثنائي شهير ، وظلا على علاقتهما القوية ؛ التي بالتأكيد ساهمت في الإبداع الأدبي لكل منهما .
الاغتراب عند جان بول سارتر
شرَح سارتر مفهوم الاغتراب في كتابه ” الوجود والعدم ” ، فهو يرى أن اغتراب الإنسان يحدث بسبب الصورة التي يرسمها له الآخرون عندما تكون مغايرة لصورته الحقيقية ، مما يولّد شعورا داخليا بالاغتراب ، ويعتقد سارتر أن نتيجة كل ذلك أن الشخص يعايش نفسا غير نفسه ، ذات صفات فرضها عليه غيره ، حيث يضعونه في قوالب محددة من تفكيرهم ، تكون بعيدة كل البعد عن السمات الحقيقية له .
الغثيان لجان بول سارتر
لسارتر رواية شهيرة بعنوان ” الغثيان ” ألّفها عام 1938 م ، وهي تتحدث عن فكرة وجود الإنسان وإدراكه للأشياء ومدلولاتها من حوله ، من خلال بطل الرواية ” روكنتان ” ، الذي يتأمل الأشياء ويراها كأنها متخفية وبها جزء غير حاضر ، ثم فجأة تظهر أمامه جلية واضحة كوضوح الشمس في النهار ، ويدرك حينها كل تفاصيلها ، وتتغير رؤيته للوجود من حوله بعدما كان مخفيا لسنوات .
اقوال جان بول سارتر
- لا تستمع إلى آراء الآخرين في شيء جديد عليك ، فقط إعطِ نفسك الفرصة لتجربته والحكم عليه .
- لا يوجد شخص ناجح في كل شيء ، ولكن ينبغي عليه أن يكون شغوفا بكل الأشياء .
- الشخص الذي يعيش وحيدا ويشعر بالوحدة ؛ يكون محاطا بصحبة غير صالحة ؛ هي نفسه .
- مهما أعد الفرد كل ما يلزم لتحقيق الحياة التي يريدها ، فإن أحلامه وطموحاته تتحقق في وقت متأخر للغاية .
الوجودية عند جان بول سارتر
اتخذ سارتر المذهب الوجودي في الفلسفة ؛ حتى أنه يعتبر رائده في القرن العشرين ، وفلسفته الوجودية قائمة على ماهية الإنسان وأنه موجود بذاته فقط ، ولا يرجعها سارتر إلى أي عامل خارجي ، وبعض التعليقات على رأيه هذا تراه مذهبا وجوديا سخيفا ، مثل رأي الكاتب والمفكر المصري لويس عوض ، الذي يرى أن سارتر قدم رأيا غير مجدي في الوجودية وجعلها بلا قيمة أو هدف .
ديانة جان بول سارتر
نشأ سارتر في أسرة تدين بالمسيحية البروتستانية ، ولكنه خلال حياته الطويلة تحول إلى الإلحاد ودعا إليه وجسّدته كتاباته ، وفي آخر حياته يقال أنه مال للديانة اليهودية المسيانية .