ام سليم بنت ملحان – انستا عربي

تمتلئ صفحات التاريخ الإسلامي بالكثير من النساء اللاتي ضربن المثل في نصرة الإسلام ، والوقوف بجانب الدعوة الإسلامية بالشكل الذي أدى لانتشارها ودعمها بشكل قوي ، ومنهم أم سليم بنت ملحان واسمها بالكامل هو أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد ، ولقبت بالرميصاء بسبب الاختلاف على اسمها الحقيقي ، وأسلمت مع من أسلموا من الأنصار .
عناوين
نبذة عن ام سليم بنت ملحان
عاشت أم سليم شبابها بالجاهلية قبل أن يأتي الإسلام فتزوجت من مالك بن النضر ، وعندما دخلت في الدين الإسلامي مع الأنصار ، وعرضت على زوجها الدخول في الإسلام فثار وغضب بشكل كبير ، واستسلم للشيطان فلم يتقبل الهداية ، ولم يتمكن من البقاء معها ، لأنه كان يريد الوقوف بوجه الدعوة الإسلامية ، ولكنه لم يستطع فهاجر للشام ومات هناك .
بعد ذلك في الإسلام ذهب أبي طلحة لأم سليم لخطبتها وكان كافرا ، ولكنها قالت أنه من الرجال الذين لا يمكن رفضهم ، ولكنها لا تستطيع الزواج بكافر فلو أردت أن تعطيني مهري فيجب أن تدخل في الإسلام ولا أريد سوى ذلك ، وبالفعل أسلم وتزوجها ، وكانت بهذا الموقف أول سيدة تجعل الدخول بالإسلام مهراً لها .
صفات ام سليم بنت ملحان
- الشجاعة والإقدام : ولها الكثير من المواقف التي تثبت شجاعتها ومنها ما جاء عن ابن سعد أنها رضي الله عنها ، قد أمسكت بخنجر يوم غزوة حنين فقال أبو طلحة زوجها يار رسول الله إن أم سليم معها خنجر فتسائل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عن الخنجر فقالت له ( اتخذتُهُ إن دنا مني أحد من المشركين بقرتُ به بطنه ) .
- تضحيتها بكل نفيس في سبيل الإسلام : فعندما أسلم الأنصار كانوا راغبون في تقديم كل شيء للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، فكانوا يضحون بالمال للإنفاق في سبيل الله ، وهي لم يكن لديها شيء لتقدمه بعد وفاة زوجها ، وفكرت في أن تأخذ ابنها أنس بن مالك وتضعه بين يدي الرسول الكريم ، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات ، وقالت له ( هذا ابني أنس يا رسول الله يخدمك ويقوم على حوائجك ) .
مواقف ام سليم بنت ملحان مع الرسول
من مواقفها مع النبي الكريم أنها جاءت لتسأله عن شيء خلال حضور السيدة عائشة رضي الله عنها لديه فقالت ” يا رسول الله ، المرأة التي ترى ما يرى الرجل في المنام ، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه ، فردت عائشة : يا أم سليم، فَضَحْتِ النساءَ ، تربت يمينك ، فقال الرسول لعائشة : بَلْ أَنْتِ فَتَرِبَتْ يَمِينُكِ ، نَعَمْ فَلْتَغْتَسِلْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِذَا رَأَتْ ذَاكِ ” .
وكانت أم سليم تنقل الحديث عن الرسول الكريم فقد قالت سمعت رسول صلى الله عليه وسلم الله يقول : ” مَا مِنِ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ام سليم من المبشرون بالجنة
فقد جاء هذا في حديث البخاري عن حديث جابر بن عبد الله أنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام ” رأيتني دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا بِلاَلٌ . وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : لِعُمَرَ . فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ” فرد عمر ، بأبي وأمي يا رسول الله ، أعليك أغار ؟ ، وهذا الحديث يدل على أنها من المبشرين بالجنة .
وفاة ام سليم
ماتت أم سليم في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهي في الأربعين من عمرها .