قصص عالمية

قصة الأصوات التي في رأسي

ADVERTISEMENT

قصة “الأصوات التي في رأسي” هي قصة قصيرة من الأدب الأمريكي المترجم إلى اللغة العربية.

نبذة عن مؤلف القصة :
مؤلف هذه القصة هو الكاتب جاك هاندي ، وهو كاتب أمريكي وُلد بولاية تكساس خلال عام 1949م ، بدأ حياته العملية كصحافيًا ، ثم عمل معدًا في البرامج التليفزيونية ، اشتهر بكتاباته الهزلية ، وقد أصدر سلسلة كتب تحت عنوان “أفكار عميقة” وهي عبارة عن مجموعة من النكت السيريالية .

القصة :
لا أعلم متى تطل الأصوات برأسي ، ربما أكون خارج الشقة ناظرًا إلى السحاب ، فتخبرني الأصوات فجأة بالعودة إلى الداخل كي أحمل مظلة لأن المطر قد يهطل من السماء ، وأحيانًا أطيع تلك الأصوات وأعود لأحمل المظلة ، وفي بعض الأحيان الأخرى أجمع قوتي رافضًا العودة ، ومع ذلك فإن الأصوات لا تتنحى عنك كي تنسى أنك خالفت أوامرها ، وخاصةً إذا نزل المطر ، ستخبرك :”أعلم أنه كان يجب عليك أن تحمل المظلة”.

لا أتوقع أن تدرك معنى وجود أصوات برأسك لتوجهك لما تفعل ، ولكنه كابوس أعاني من وجوده طوال الوقت ، وعلى سبيل المثال في هذه اللحظة تخبرني الأصوات أن أقوم بتغيير كلمة كابوس إلى الجحيم الحي ، فالأصوات تعذبني منذ بداية استيقاظي ، ستقول :” اذهب إلى الحمام” ، فهي لا تتوقف طوال اليوم مُطلقًا .

الأصوات تتحدث باستمرار :”اذهب واشتري طعامًا” ؛ “اذهب وخذ قيلولة” ؛ “اذهب مرةً أخرى إلى دورة المياه” ؛ “عليك بالاستعداد للنوم” ، فهي لا تنقطع لدرجة أنها تحدثني في بعض الأحيان أثناء نومي ، وما أخشاه أن تطلب مني تلك الأصوات أن أفعل شيئًا مجنونًا كأن أقوم بالبحث عن عمل .

كنت أعتقد أن تناول الكحول سيعمل على تهدئة تلك الأصوات ، ولكن عادةً يصبح الأمر أسوأ ، حيث أنها ستقول مثلًا :” اذهب إلى هذا الشخص وأخبره رأيك فيه بكل صراحة” ، أو تقول :”قم بممارسة رقصة رعاة البقر المضحكة فوق هذه الطاولة” ، تحدثت معي الأصوات عن فرقة ” البيتلز ” الموسيقية .

كانت تقول لي الأصوات :” اذهب واشتري ألبوم محدد لهذه الفرقة” ، وإذا أخبرتها أنني لا أمتلك نقودًا ، كانت تقترح عليّ أن أحصل على بعض النقود عن طريق جز بعض العشب ، وإذا أخبرتها أن هذا العمل شاق ، ترد :”هل ترغب في شراء الألبوم أم لا؟”.

أحيانًا يمر وقت طويل نسبيًا دون أن أسمع تلك الأصوات مثل وقت مشاهدتي للتلفاز ، أو أثناء مراقبتي للنمل أو خلال محاولتي لنفخ كرات نسالة وأنا مستلقيًا على أرض الغرفة ، أو خلال الوقت الذي أراقب فيه إحدى قططي ، غير أن هذه الدقائق الذهبية سرعان ما تتلاشى فتعود الأصوات بسرعة .

كل أمنيتي فقط أن تتحدث إلىّ الأصوات ذات مرة في شيء مفيد، مثل أن تعلمني أن أتحدث باللغة الفرنسية أو أين أجد قفازاتي ، إلا أنها لا تفعل ذلك مطلقًا ، وكثيرًا ترغب الأصوات في توبيخي ، على سبيل المثال حينما تخبرني بالانعطاف جهة اليسار عند تقاطع شارعين ، بينما يتبين فيما بعد ضرورة الانعطاف جهة اليمين ، أو أحيانًا تجعلني أقوم بربطة عنق مضحكة .

وفي بعض الأحيان يحدث ما هو أسوأ ، حيث أن الأصوات لا تعلم ماذا تريد ، فقد تحثني على الذهاب للتحدث مع امرأة جميلة ، ثم تتراجع لتخبرني أنها جميلة أكثر من اللازم بالنسبة لي ، ثم تقول :”هيا امضِ” ، ثم تعود لتقول :”كيف سيكون الحال إذا اكتشفت زوجتك الأمر” ، وحينما تخبر الناس بوجود أصوات داخل رأسك ؛ سيظنون أنك مجنون ، وإن لم تتحدث أيضًا يقولون أنك مجنون .

فكرت أن أذهب إلى طبيب نفسي كي أتخلص من تلك الأصوات ، ولكنها أخبرتني أن الأمر سيكون مكلفًا ، في بعض الأحيان تكون الأصوات محقة ، وذات يوم قررت أنني لا أستطيع تحملها أكثر من ذلك ، فكرت أن أُخرس تلم الأصوات إلى الأبد ، ولكنني لم أتمكن من معرفة الطريقة التي أفعل بها ذلك ، لذلك لم أفعل شيء ، ربما الإجابة هي عدم التخلص منها ولكن تعلم كيفية التعايش معها .

هل سيكون لديّ القدرة على التحكم التام في تلك الأصوات؟ ؛ بالطبع لا ، ولكن هل سأستطيع على الأقل من تعديل أسلوب حياتي ، كي لا تمثل الأصوات تهديدًا لي أو لأي شخص؟ ، وستكون الإجابة أيضًا لا ، غير أنني لست على استعداد للاعتراف بعجزي ، حيث أنني تعلمت أمرًا واحدًا وهو أن الأصوات قد تكون ديكتاتورية ولكنها بالفعل غبية .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby