الاحسان الى الخدم – انستا عربي

الإحسان إلى الخدم أمر واجب في ديننا ، فلقد أمرنا الله ورسوله بالإحسان إليهم ، والتعامل معهم بالحسنى ، وعدم التعدي عليهم أو ظلمهم ، فهذه الفئة تترك أهلها وبيتها وربما أولادها من أجل العمل ، لذا فهي من الفئات التي يحضنا الدين على إكرامها ، ليس فقط لكونهم يخدموننا لكن كذلك لأنهم يعملون عملاً شريفاً ، واليوم سنتعرف معاً على كل ما يخص الخدم ومعاملتهم في ديننا القيم .
عناوين
تعريف الخدم
الخدم هم أفراد يعملون في المنازل التي تحتاج للخدمة ، خاصةً لدى الأسر الثرية ، إذ يقوم الخدم بالأعمال المنزلية ، كالتنظيف والغسيل والطبخ والعناية بأفراد الأسرة والأطفال ، يتولون كل شئون المنزل ويقومون بها على أكمل وجه ، في معظم الأحيان يسكن الخدم في نفس المنزل ، مع الحصول على إجازات أسبوعية أو شهرية أو سنوية يتم الاتفاق عليها ، وفي بعض الأحيان الأخرى لا يسكن الخادم في نفس المنزل ، بل ينتهي من عمله من ثم يعود إلى منزله إن كان قريباً .
فقه حقوق الخدم والاجراء
للخدم حقوق في ديننا الحنيف ، فلقد أمرنا الله ورسوله بالتعامل معهم بالحسنى ، فبعد أن سخرهم الله لخدمتنا قد وضعنا في اختبار صعب ، هذا الاختبار يتمثل في وجودهم بالمنازل وخدمة أصحابها ، إذ يختبر الله عبده في كيفية التعامل مع شخص آخر يعمل لديه ومسخر له ، ولعله واحد من أصعب الاختبارات الدنيوية ، وقد ذكر الله عز وجل الخدم في القرآن الكريم في سورة الأنعام : ” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ” .
معاملة الخدم في الاسلام
أمرنا ديننا الإسلامي بحسن معاملة الخدم ، ووضعنا الله في هذا الاختبار الصعب لكي يرى من ذا الذي سيحسن الصنع ، وسيحصل على أجره من الله يوم القيامة ، وقد بنيت معاملة وحقوق الخدم في الإسلام على مجموعة من الأسس لنتعرف عليها .
- الرفق والمعاملة الحسنة .
- احترام رأيه ونصحه برفق ولين ، فعلينا إدراك أن الخادم إنسان له مشاعر ، إذ يمكن أن يقتله النصح القاسي أو الكلمة النابية ، لذا يجب التفكير في الكلمة قبل التفوُه بها .
- عدم ضرب الخادم أو سبه أو إهانته تماماً حتى إن أخطأ أو كرر الخطأ ، فإن أخطأ قم بنصحه ، وإن كرر الخطأ ولم يستطع تنفيذ مطالبك يمكنك تسريحه بإحسان .
- إدخال السرور على قلب خادم ليس تفضُلاً ، بل هو واجباً عليك إن كنت تقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حقاً .
- العفو عنه إن أخطأ في شئ وتذكر أن العفو عند المقدرة .
- تناول الطعام مع الخادم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ، عن النبي الكريم ” إذا أتى أحدَكم خادمُه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه وَلِيَ علاجَه ” .
سوء معاملة الخدم
بعض الأشخاص المُسلطين على أنفسهم قد يتعاملون مع الخدم اسوأ معاملة ، ذلك يعود إلى أسباب مختلفة ، أبرزها أن هذا الشخص قد يكون شديد العصبية ، في هذه الحالة عليه كظم غيظه قدر المستطاع ، وقد ورد ذلك في كتاب الله عز وجل بسورة آل عمران
” الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ”
إذ يتوجب على المسلم أن يكون كاظماً لغيظه ، حتى يكون من المحسنين فيدخل الجنة وينال الثواب .
تعامل الرسول مع الخدم
كان رسولنا الكريم رحيماً بالخدم ، وقد ورد ذلك في الكثير من روايات أنس بن مالك رضي الله عنه ، ومنها أنها يقول رضي الله عنه خدمتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سنين ، فما أمرني بأمر فتوانيتُ عنه أو ضيَّعتُه فلامني ، فإن لامني أحدٌ من أهل بيته إلا قال : “دعُوه ، فلو قُدر – أو قال : لو قُضي – أن يكون كان ” .
حديث عن الرفق بالخدم
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق بالخدم ، وذلك من خلال أحاديثه الشريفة التي تدلنا دوماً على الصواب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للمملوكِ طعامُهُ وكِسْوَتُهُ ، ولا يُكَلَّفُ من العملِ إلا ما يطيقُ ) .
كيف نعامل الخدم
- التعامل بالحسنى .
- اتباع اللطف عند الخطأ .
- العفو والتغافل عن بعض الأخطاء .
- إدخال السعادة والسرور على قلبه .
- الالتزام بتعاليم الإسلام في التعامل معه .