قصص اسلامية

أحداث الهجرة النبوية بالترتيب

ADVERTISEMENT

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة

الهجرة للحبشة

كان النبي عليه الصلاة والسلام قد عاش في مكة لمدة ثلاثة عشر عامًا منذ نزول الوحي وطوال تلك السنوات كان عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الإيمان بالله عز وجل ويرشدهم لأحكام وشرائع الإسلام دون أن يكل أو يمل، وقد ناله من أذاهم الكثير هو وأصحابه، مما دفع النبي عليه الصلاة والسلام أن يأمر بعض أصحابه بالهجرة للحبشة وكانت تلك الهجرة في العام الخامس بعد البعثة.

وبعد أن نزلت سورة النجم وأخرها أية ” فاسجدوا لله واعبدوا” وسمعها كفار قريش سجدوا لله عز وجل رغمًا عنهم، فلما وصلت الأخبار للمهاجرين بالحبشة ظنوا أن كفار قريشًا قد امنوا بالله عز وجل وكان حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه قد دخل في الإسلام وأيضًا أسلم عمر بن الخطاب فظنوا أن مكة أصبحت أمنة لهم فعادوا إلى ديارهم، لكنهم لما رجعوا ووجدوا أن مكة مازالت على حالها عاد بعضهم وهاجر معهم مجموعة أخرى للحبشة وسميت الهجرة الثانية للحبشة.

 بعد بيعة العقبة الثانية عاهد وفد المدينة النبي على أن يحميه هو وأصحابه مما يحمون منع أبنائهم ونسائهم، فأذن النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى يثرب، فكانوا يهاجرون فرادى وجماعات وقد هاجر معظمهم سرًا، وقليل منهم هاجر علانية مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد هاجر معه مجموعة من ضعفاء المسلمين، وقد هاجر من الصحابة كل من استطاع الهجرة في السنة الرابعة عشر من البعثة.

وقد أصبح المهاجرين والأنصار من أهل المدينة في انتظار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، لكن النبي لم يكن ليهاجر قبل أن يأذن الله عز وجل له بذلك، وكان النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعلي بن أبي طالب من القلائل الذين بقوا في مكة.

وقد أعد أبو بكر الصديق رضي الله عنه عدته للهجرة وذهب يستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في الهجرة، لكن النبي عليه الصلاة والسلام طلب منه أن يبقى دون أن يخبره بالأسباب.

أحداث الهجرة النبوية

ولم تكن هجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام عشوائية، فبالرغم من أن الله أمره بذلك وهو وحده قادر على حمايته، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام أعد العدة ووضع خطة محكمة لتلك الرحلة وأخذ بأسباب الدنيا، وهذا أول درس يجب أن نتعلمه من الهجرة النبوية الشريفة، وهذه أحداث الهجرة النبوية بالترتيب:

لما اقترب موعد هجرة النبي طلب من صاحبه ورفيق دربه أبو بكر الصديق أن يجهز راحلتين لهما، لكنه لم يخبره بموعد الهجرة.

وكانت قريش قد رأت أن المسلمين قد هاجروا من مكة، وقد ازداد خطرهم فاجتمعوا جميعًا في دار الندوة وعلى رأسهم أبو جهل، ويقال أن إبليس قد حضر هذا الاجتماع وقد تجسد في صورة رجل من نجد.

وقد اتفق الكفار الذين كان يحركهم الحقد والكره للإسلام والمسلمين على ضرورة قتل النبي عليه الصلاة والسلام وإنهاء هذا الأمر برمته، واتفقوا أن يختاروا من كل قبيلة شابًا فتيًا ويحاصروا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يضربونه جميعًا ضربة رجل واحد، فلا تستطيع بني هاشم محاربة كافة القبائل في وقت واحد.

وقد اختار الكفار هؤلاء الرجال بالفعل لتنفيذ تلك الخطة، فنزل جبريل عليه السلام للنبي وأمره ألا يبيت في فراشه، ولما سأله النبي عليه الصلاة والسلام من سيهاجر معي قال له أبو بكر.

وقد اتجه النبي عليه الصلاة والسلام فورًا لمنزل الصديق وكان ذلك في وقت الظهيرة، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام قد اعتاد زيارته في هذا الموعد، فعلم أبو بكر أن الرسول يزوره لأمرًا.

فلم أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أبو بكر بأنه سيهاجر معه بكى أبو بكر فرحًا، وبعد أن هدأ أبو بكر جلس مع النبي ليضعا خطة الهجرة الشريفة، فاتفقا على أن يخرجا أول الليل، فيأتي النبي عليه الصلاة والسلام لبيت الصديق، كما اختار النبي عز وجل طريق الهجرة وهو طريق لم يكن مألوف للسفر في هذا الزمان بسبب وعورته.

أيضًا اختار النبي مجموعة من الرجال ليساعدوه في رحلته المباركة، وكان أول هؤلاء الرجال هو علي بن أبي طالب وذلك بالرغم من صغر سنه إلا أن النبي اختاره ليحل محله في فراشه، وأيضًا ليرد الأمانات التي كانت لديه لقريش بعد هجرته.

كما تم اختيار عبدالله بن أريقط فقد استأجره النبي عليه الصلاة والسلام  ليكون دليلًا لهما في الرحلة، لأنه عالم بالطريق وفي نفس الوقت سوف يكتم السر بالرغم من أنه كان مشركًا، لكنه كان أمينًا.

كما اختار النبي عليه الصلاة والسلام عبدالله بن عمر ليراقب قريش ويخبر النبي عليه الصلاة والسلام بتحركاتهم.

أيضًا اختار النبي عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق وكان من المسلمين الذين ءامنوا في بداية الدعوة وقد عذبه مولاه الأول طفيل بن عبدالله بن سخبره الأزدي فاشتراه أبو بكر الصديق، وكان دوره هو تتبع أثر النبي وأبو بكر وهو يرعى الأغنام حتى يمحو آثار سيرهما، فلا يستطيع الكفار تتبعهما.

أيضًا قامت أسماء بنت أبي بكر بإعداد الطعام اللازم للنبي وأبو بكر خلال الرحلة، ولكنها لم تجد ما تضع فيها هذا الزاد إلا نطاقها، فشقته نصفين ووضعت فيه الطعام.

بعد أن وضع النبي عليه الصلاة والسلام خطة الهجرة كاملة، عاد لبيته وأرسل لعلي وأعطاه بردته الخضراء وأعطاه الأمانات، ونام علي في فراش النبي عليه الصلاة والسلام، لكن قبل أن يهم النبي عليه الصلاة والسلام بالخخروج، وجد أن رجال قريش قد أحاطوا بالدار، لكن الله تعالى أخذ أبصارهم، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام من بينهم فلم يره أحدًا منهم.

كما أخذ النبي حفنة من تراب ووضع على رءووسهم منها وهو يردد قول الله تعالى” يس والقرآن الحكيم” إلى قوله تعالى” فأغشيناهم فهم لا يبصرون”.

وقد ذهب عليه الصلاة والسلام لمنزل الصديق، وانتظرا حتى أتى الليل وخرجا سويًا من باب خلفي في منزل أبو بكر، وأخذا الراحلتين واتجها نحو الجنوب في اتجاه اليمن وهو عكس طريق المدينة المنورة لتمويه الكافرين وتشويش أفكارهم.

وسار النبي وصاحبه مسافة خمسة أميال، وصعدا الجبل الوعر حتى وصلا لغار ثور، واستكشف أبو بكر الغار ليتأكد أنه أمن قبل أن يدخله النبي عليه الصلاة والسلام، أما عبدالله بن أريقط فعاد بالراحلتين على أن يعود لهما في موعد محدد.

أما الكفار فظلوا واقفين أمام دار النبي عليه الصلاة والسلام حتى مر بهم رجل من قريش وسألهم عما يفعلونه أمام بيت محمد، فأخبروه أنهم ينتظرون خروج النبي، فقال لهم والله لقد خرج محمد.

فتحير الكفار وخاصة بعد أن وجدوا التراب على رؤؤسهم، واختلفوا بين الانتظار أو اقتحام الدار، لكنهم انتظروا حتى الصباح، وعندما خرج عليهم علي رضي الله عنه، جروه إلى الكعبة وهم يضربوه ثم حبسوه ساعة، وقد مكث علي في مكة بعد ذلك ثلاثة أيام قضاها في رد الأمانات إلى أهلها.

أما الكفار فقرروا البحث عن النبي في دار أبو بكر، فذهبوا وطرقوا الباب، وفتحت لهم أسماء بنت أبي بكر، فسألها أبو جهل عن أبيها فلما أخبرته أنها لا تعرف فلطمها فوقع قرطها.

فخرج كفار قريش ووضعوا رجال ليراقبوا مداخل ومخارج مكة، ووضعوا مكافأة لمن يدل على مكان النبي عليه الصلاة والسلام، وأحضروا أفضل قصاصي الآثر لتتبع النبي عليه الصلاة والسلام، وبالفعل وصلوا إلى باب الغار، لكن الله تعالى هو وحده ناصر عبده.

وقد حزن أبو بكر حزنًا شديدًا عندما رآهم ليس لأنه يخشى على نفسه منهم، لكنه كان يخشى على النبي، فقال للنبي لو أن بعضهم طأطأ رأسه لرآنا، يار سول الله إن قتلت أنا فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة، فقال له النبي عليه الصلاة ” ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما”.

وبالفعل بعد أن قطع الكفار هذا الطريق الطويل لم ينظروا داخل الغار وانصرفوا ليبحثوا في مكان آخر، وقد لبث النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام داخل الغار.

وفي اليوم الثالث أتى عبدالله بن أريقط ومعه الراحلتين، وأتى عامر بن فهيرة إلى النبي وصاحبه ومضى الركب الكريم، في اتجاه اليمن أولًا، ثم التفوا ناحية ساحل البحر واتخذوا طريقهم للمدينة المنورة.

وقد رأى بعض الرجال النبي فلما تحدثوا عن ذلك كان بينهم رجل يدعى سراقة بن مالك، فضللهم وذهب هو خلف النبي ليحصل على المكافأة الكبيرة، لكنه عندما اقترب منهم ساخت قدم فرسه في الأرض، وتكرر ذلك ثلاثة مرات، فعلم أن الله يحميهم، فاقترب منهم وطلب منهم الأمان.

فقال له النبي عليه الصلاة والسلام أخف عنا، كأني بك يا سراقة تلبس سواري كسرى، فطلب سراقة كتاب من النبي بذلك، فأمر النبي عامر ان يكتب له، فعاد سراقة وأخذ يضلل الكفار حتى لا  يصلوا للنبي.

وعندما اقترب عليه الصلاة والسلام من المدينة خرج عليه رجل يسمى بريدة بن الحصيب يريد أن يقتله ومعه سبعين من قومه يريدون قتله، فتحدث النبي معهم، فأسلموا جميعًا.

كم استغرقت رحلة الهجرة النبوية

وصل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة يوم الثاني عشر من ربيع الأول في العام الرابع عشر من البعثة، وقد اختلف العلماء في يوم خروجه من مكة، فبعضهم يرجح أن النبي خرج ليلة هلال ربيع الأول، أي أنه استغرق 12 يومًا، والبعض يرجح أنه خرج .

أما البعض الآخر فيرجح انه عليه الصلاة والسلام يوم خرج من مكة كان بقي من صفر ثلاثة ليالي.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby